شراب خالص لا غش فيه مختوم ختامه مسك تختم أوانيه بمسك بدل الطين الذى يختم به الشراب فى الدنيا أمر الله تعالى بالختم عليه إكراما لأصحابه أو ختامه مسك مقطعه رائحة مسك أى توجد رائحة المسك عند خاتمة شربه خاتمة على وفى ذلك الرحيق أو النعيم فليتنافس المتنافسون فليرغب الراغبون وذا إنما يكون بالمسارعة إلى الخيرات والاتنهاء عن السيآت ومزاجه ومزاج الرحيق من تسليم هو علم لعين بعينها سميت بالتسنيم الذى هو مصدر سنمه إذا رفعه لأنها أرفع شراب فى الجنة أو لأنها تأتيهم من فوق وتنصب فى أوانيهم عينا حال أو نصب على المدح يشرب بها أى منها المقربون عن ابن عباس وابن مسعود رضى الله عنهم يشربها المقربون صرفا وتمزج لأصحاب اليمين إن الذين أجرموا كفروا كانوا من الذين آمنوا يضحكون فى الدنيا استهزاء بهم وإذا مروا بهم يتغامزون يشير بعضهم إلى بعض بالعين طعنا فيهم وعيبا لهم قيل جاء على رضى الله عنه فى نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا وقالوا أتزون هذا الأصلع فنزلت قبل أن يصل على إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذا انقلبوا إلى أهلهم أى إذا رجع الكفار إلى منازلهم انقلبوا فكهين متلذذين بذكرهم والسخرية منهم وقرأ غير حفص فاكهين أى فرحين وإذا رأوهم و إذا رأى الكافرون المؤمنين قالوا إن هؤلاء لضالون أى خدع محمد هؤلاء فضلوا وتركوا اللذات لما يرجونه فى الآخرة من الكرامات فقد تركوا الحقيقة بالخيال وهذا هو عين الضلال وما أرسلوا وما أرسل الكفار عليهم على المؤمنين حافظين يحفظون عليهم أحوالهم ويرقبون أعمالهم بل أمروا باصلاح أنفسهم فاشتغالهم بذلك أولى بهم من تتبع غيرهم وتسفيه أحلامهم فاليوم أى يوم القيامة الذين آمنوا من الكفار يضحكون ثم كما ضحكوا منهم هنا مجازاة على الأرائك ينظرون حال أى يضحكون منهم ناظون إليهم وإلى ما هم فيه من الهوان والصغار بعد العزة والا سنكنار وهم على الأرائك آمنون وقيل يفتح للكفار باب إلى الجنة فيقال لهم هلموا إلى الجنة فإذا وصلوا إليها أغلق دونهم فيضحك المؤمنون منهم هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون هل جوزوا بسخريتهم بالؤمنين فى الدنيا إذا فعل بهم ما ذكر والله أعلم