إذا السماء انشقت تصدعت وتشققت وأذنت لربها سمعت وأطاعت وأجابت ربها إلى الانشقاق ولم تأب ولم تمتنع وحقت وحق لها أن تسمع وتطبع لأمر الله إذ هى مصنوعة مربوية لله تعالى وإذا الأرض مدت بسطت وسويت باندكاك جبالها وكل أمت فيها وألقت ما فيها ورمت ما فى جوفها من الكنوز والموتى وتخلت وخلت غابة الخلو حتى لم يبق شئ فى باطنها كانها تكلفت اقصى جهدها فى الخلو يقال تكرم الكريم إذا بلغ جهده فى الكرم وتكلف فوق ما فى طبعه وأذنت لربها فى القاء ما فى بطنها وتخليها وحقت وهى حقيقة بأن تنقاد ولا تمتنع وحذف جواب إذا ليذهب المقدر كل مذهب أو اكتفاء بما علم بمثلها من سورتى التكوير والانفطار أو جوابه ما دل عليه فملاقيه أى إذا السماء انشقت لاقى الإنسان كدحه يا أيها الإنسان خطاب للجنس إنك كادح إلى ربك كدحا جاهد إلى لقاء ربك وهو الموت وما بعده من الحال الممثلة باللقاء فملاقيه الضمير للكدح وهو جهد النفس فى العمل والكدفيه حتى يؤثر فيها والمراد جزاء الكدح إن خيرا فخير وإن شرا فشر وقيل لقاء الكدح لقاء كتاب فيه ذلك الكدح يدل عليه قوله فأما من أوتى كتابه بيمينه أى كتاب عمله فسوف يحاسب حسابا يسيرا سهلا هينا وهو أن يجازى على الحسنات ويتجاوز عن السيآت وفى الحديث من يحاسب يعذب فقيل فأين قوله فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلكم العرض من نوقش فى الحساب عذب وينقلب إلى أهله إلى عشيرته أن كانوا مؤمنين أو إلى فريق المؤمنين أو إلى أهله فى الجنة من الحور العين مسرورا فرحا وأما من أوتى كتابه وراء ظهره قيل تغل يمناه إلى عنقه وتجعل شماله وراء ظهره فيؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا يقول يا ثبوراه والثبور الهلاك ويصلى عراقى غير على سعيرا أى ويدخل جهنم إنه كان فى الدنيا فى أهله معهم مسرورا بالكفر


الصفحة التالية
Icon