محدث وجسم وهو قديم لا أول لوجوده أذ لو لم يكن قديما لكان حادثا لعدم الواسطة بينهما ولو كان حادثا لافتقر الى محدث وكذا الثانى والثالث فيؤدى الى التسلسل وهو باطل وليس بجسم لأنه اسم للمتركب ولا يخلو حينئذ من ان يتصف كل جزء منه بصفات الكمال فيكون كل جزء الها فيفسد القول به كما فسد بالهين أو غير متصف بهابل بأضدادها من سمات الحدوث وهو محال ولم يكن له كفوا أحد ولم يكافئه أحد أى لم يماثله سالوه أن يصفه لهم فأوحى اليه ما يحتوى على صفاته تعالى فقوله هو الله إشارة إلى أنه خالق الاشياء وفاطرها وفى طى ذلك وصفه بانه قادر عالم لأن الخالق يستدعى القدرة والعلم لكونه واقعا على غاية احكام واتساق وانتظام وفى ذلك وصفه بأنه حى لأن المتصف بالقدرة والعلم لا بدو أن يكون حيا وفى ذلك وصفه بأنه سميع بصير مريد متكلم إلى غير ذلك من صفات الكمال اذلو لم يكن موصوفا بها لكان مرصوفا بأضدادها وهى نقائص وذامن أمارات الحدوث فيستحيل اتصاف القديم بها وقوله أحد وصف بالوحدانية ونفى الشريك وبانه المتفرد بايجاد المعدومات والمتوحد بعلم الخفيات وقوله الصمد وصف بأنه ليس إلا محتاجا اليه واذا لم يكن الا محتاجا فهو غنى لا يحتاج الى أحد ويحتاج اليه كل أحد وقوله لم يلد نفى للشبه والمجانسة وقوله ولم يولد نفى للحدوث ووصف بالقدم والاولية وقوله ولم يكن له كفوا أحد نفى ان يماثلة شئ ومن زعم أن نفى الكفء وهو المثل فى الماضى لا يدل على نفيه للحال والكفار يدعونه فى الحال فقدتاه فى غيه لأنه اذا لم يكن فيما مضى لم يكن فى الحال ضرورة اذ الحادث لا يكون كفؤا للقديم وحاصل كلام الكفرة يؤل الى الاشراك والتشبيه والتعطيل والسورة تدفع الكل كما قررنا واستحسن سيبويه تقديم الظرف إذا كان لغوا أى فضلة لأن التأخير مستحق للفضلات وانما قدم فى الكلام الافصح لأن الكلام سيق لنفى المكافأة عن ذات البارئ سبحانه وهذا المعنى مصبه ومركزه هو هذا الظرف فكان الاهم تقديمه وكان أبو عمر ويستحب الوقف على احد ولا يستحب الوصل قال عبد الوارث على هذا أدركنا القراء واذا وصل نون وكسر أو حذف التنوين كقراءة عزيز بن الله كفؤا بسكون الفاء والهمزة حمزة وخلف كفوا مثقله غير مهموزة حفص الباقون مثقلة مهموزة وفى الحديث من قرأ سورة الاخلاص فقد قرأ ثلث القرآن لأن القرآن يشتمل على توحيد الله وذكر صفاته وعلى لاوامر والنواهى وعلى القصص والمواعظ وهذه السورة قد تجردت للتوحيد والصفات فقد تضمنت ثلث القرآن وفيه دليل شرف علم التوحيد وكيف لا يكون كذلك والعلم يشرف بشرف المعلوم ويتضع بضعته ومعلوم هذا العلم فى زمرة العالمين بك العاملين لك الزاجين لثوابك الخائفين من عقابك المكرمين بلقائك وسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يقرأ قل هو الله أحد فقال وجبت فقيل يا رسول الله ما وجبت قال وجبت له الجنة