ص ٥٤ - ٤٧
أو الرفع بإضمار أعنى أو هى أو الجر على البدل من خالصة والمعنى انا أخلصناهم بذكرى الدار والدار هنا الدار الآخرة يعنى جعلناهم لنا خالصين بأن جعلناهم يذكرون الناس الدار الآخرة ويزهدونهم فى الدنيا كما هو دين الأنبياء عليهم السلام أو معناه أنهم يكثرون ذكر الآخرة والرجوع إلى الله وينسون ذكر الدنيا بخالصة ذكرى الدار على الاضافة مدنى ونافع وهى من إضافة الشىء إلى مايبينه لأن الخالصة تكون ذكرى وغير ذكرى وذكرى مصدر مضاف إلى المفعول أى باخلاصهم ذكرى الدار وقيل خالصة بمعنى خلوص فهى مضافة إلى الفاعل أى بأن خلصت لهم ذكرى الدار على أنهم لا يشوبون ذكرى الدار بهم آخر إنما همهم ذكرى الدار لا غير وقيل ذكرى الدار الثناء الجميل فى الدنيا وهذا شىء قد أخلصهم به فليس يذكر غيرهم فى الدنيا بمثل ما يذكرون به يقويه قوله وجعلنا لهم لسان صدق عليا وإنهم عندنا لمن المصطفين المختارين من بين أبناء جنسهم الاخيار جمع خير أو خير على التخفيف كأموات فى جمع ميت أو ميت واذكر اسماعيل واليسع كأن حرف التعريف دخل على يسع وذا الكفل وكل التنوين عوض عن المضاف إليه أى وكلهم من الاخيار هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب أى هذا شرف وذكر جميل يذكرون به أبدا وان لهم مع ذلك لحسن مرجع يعنى يذكرون فى الدنيا بالجميل ويرجعون فىالآخرة إلى مغفرة رب جليل ثم بين كيفية حسن ذلك المرجع فقال جنات عدن بدل من حسن مآب مفتحة حال من جنات لأنها معرفة لاضافتها إلى عدن وهو علم والعامل فيها ما فى للمتقين من معنى الفعل لهم الأبواب ارتفاع الأبواب بأنها فاعل مفتحة والعائد محذوف أى مفتحة لهم الأبواب منها فحذف كما حذف فى قوله فان الجحيم هى الماوى أى لهم أو أبوابها إلا أن الأول أجود أو هى بدل من الضمير فى مفتحة وهو ضمير الجنات تقديره مفتحة هى الأبواب وهو من بدل الاشتمال متكئين حال من المحرور فى لهم والعامل مفتحة فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب أى وشراب كثير فحذف اكتفاء بالأول وعندهم قاصرات الطرف أى قصرن طرفهن علىأزواجهن أتراب لذات أسنانهن كأسنانهم لأن التحاب بين الاقران أثبت كأن اللذات سمين أترابا لأن التراب مسهن فى وقت واحد هذا ما توعدون وبالياء مكى وأبو عمرو ليوم الحساب أى ليوم تجزى كل نفس بما عملت إن هذا لرزقنا ماله من نفاد من انقطاع والجملة حال من الرزق والعامل الاشارة هذا خبر والمبتدأ محذوف أى الأمر هذا أو هذا كما ذكر