ص ٦٣ - ٥٥
وإن للطاغين لشر مآب مرجع جهنم بدل منه يصلونها يدخلونها فبئس المهاد شبه ما تحتهم من النار بالمهاد الذى يفترشه النائم هذا فليذوقوه حميم وغساق أى هذا حميم وغساق فليذوقوه فهذا مبتدأ وحميم خبره وغساق عطف على الخبر فليذوقوه اعتراض أو العذاب هذا فليذوقوه ثم ابتدأ فقال هو حميم وغساق بالتشديد حمزة وعلى وحفص والغساق بالتشديد والتخفيف ما يغسق من صديد أهل النار يقال غسقت العين إذا سال دمعها وقيل الحميم يحرق بحره والغساق يحرق ببرده وآخر أى وعذاب آخر أو مذوق آخر من شكله من مثل العذاب المذكور وأخر بصرى أى ومذوقات أخر من شكل هذا المذوق فى الشدة والفظاعة أزواج صفة لآخر لأنه يجوز أن يكون ضروبا هذا فوج مقتحم معكم هذا جمع كثيف قد اقتحم معكم النار اى دخل النار فى صحبتكم والاقتحام الدخول فى الشىء بشدة والقحمة الشدة وهذه حكاية كلام الطاغين بعضهم مع بعض أى يقولون هذا والمراد بالفوج أتباعهم الذين اقتحموا معهم الضلالة فيقتحمون معهم العذاب لا مرحبا بهم دعاء منهم على أتباعهم تقول لمن تدعو له مرحبا أى أتيت رحبا من البلاد لا ضيقا أو رحبت بلادك رحبائم تدخل عليه لا فى دعاء السوء وبهم بيان للمدعو عليهم إنهم صالوا النار أى داخلوها وهو تعليل لاستيجابهم الدعاء عليهم وقيل هذا فوج مقتحم كلام الخزنة لرؤساء الكفرة فى أتباعهم ولا مرحبا بهم أنهم صالوا النار كلام الرؤساء وقيل هذا كله كلام الخزنة قالوا أى الاتباع بل أنتم لامرحبا بكم أى الدعاء الذى دعوتم به علينا أنتم أحق به وعللوا ذلك بقوله أنتم قدمتموه لنا والضمير للعذاب أو لصليهم أى أنكم دعوتمونا إليه فكفرنا باتباعكم فبئس القرار أى النار قالوا أى الأتباع ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا أى مضاعفا فىالنار ومعناه ذا ضعف ونحوه قوله ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا وهو أن يزيد على عذابه مثله وقالوا الضمير لرؤساء الكفرة مالنا لا نرى رجالا يعنون فقراء المسلمين كنا نعدهم فى الدنيا من الأشرار من الأرذال الذين لا خير فيهم ولاجدوى اتخذناهم سخريا بلفظ الاخبار عراقى غير عاصم على أنه صفة لرجالا مثل كنا نعدهم من الأشرار وبهمزة الاستفهام غيرهم على أنه إنكار على أنفسهم فى الاستسخار منهم سخريا مدنى وحمزة وعلى وخلف والمفضل أم زاغت مالت عنهم الأبصار هو متصل بقوله