ص ٧٢ - ٦٤
مالنا أي ما لنا لا نراهم فى النار كأنهم ليسوا فيها بل أزاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم وهم فيها قسموا أمرهم بين أن يكونوا من أهل الجنة وبين أن يكونوا من أهل النار إلا أنه خفى عليهم مكانهم إن ذلك الذى حكينا عنهم لحق لصدق كائن لا محالة لا بد أن يتكلموا به ثم بين ماهو فقال هو تخاصم أهل النار ولما شبه تقاولهم ومايجرى بينهم من السؤال والجواب بما يجرى بين المتخاصمين سماه تخاصما ولأن قول الرؤساء لا مرحبا بهم وقول أتباعهم بل أنتم لا مرحبا بكم من باب الخصومة فسمى التقاول كله تخاصما لاشتماله على ذلك قل يا محمد لمشركى مكة إنما أنا منذر ما أنا إلا رسول منذر أنذركم عذاب الله تعالى وما من إله إلا الله وأقول لكم ان دين الحق توحيد الله وأن تعتقدوا أن لا إله إلا الله الواحد بلا ند ولاشريك القهار لكل شىء رب السموات والأرض وما بينهما له الملك والربوبية فى العالم كله العزيز الذى لا يغلب إذا عاقب الغفار لذنوب من التجأ إليه قل هو أى هذا الذى أنبأتكم به من كونى رسولا منذرا وان الله واحد لا شريك له نبأ عظيم لا يعرض عن مثله إلا غافل شديد الغفلة ثم أنتم عنه معرضون غافلون ما كان لى حفص من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون احتج لصحة نبوته بأن ما ينبىء به عن الملإ الأعلى واختصامهم أمر ما كان له به من علم قط ثم علمه ولم يسلك الطريق الذى يسلكه الناس فى علم مالم يعلموا وهو الأخذ من أهل العلم وقراءة الكتب فعلم أن ذلك لم يحصل له إلا بالوحى من الله تعالى إن يوحى إلى إلا أنما أنا نذير مبين أى لانما أنا نذير مبين ومعناه مايوحى إلى الا للانذار فحذف اللام وانتصب بإفضاء الفعل إليه ويجوز أن يرتفع على معنى ما يوحى إلى إلا هذا وهو ان أنذر وأبلغ ولا أفرط فى ذلك أى ما أمر إلا بهذا الأمر وحده وليس لى غير ذلك وبكسر إنما يزيد على الحكاية أى إلا هذا القول وهو أن أقول لكم إنما أنا نذير مبين ولا أدعى شيئا آخر وقيل النبأ العظيم قصص آدم والأنبياء به من غير سماع من أحد وعن ابن عباس رضى الله عنهما القرآن وعن الحسن يوم القيامة والمراد بالملإ الأعلى أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس لأنهم كانوا فى السماء وكان التقاول بينهم وإذ يختصمون متعلق بمحذوف إذ المعنى ما كان لى من علم بكلام الملإ الأعلى وقت اختصامهم إذ قال ربك بدل من إذ يختصمون أى فى شان آدم حين قال تعالى على لسان ملك للملائكة إنى خالق بشرا من طين وقال إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها فإذا سويته فإذا سويته فإذا أتممت خلقته وعدلته ونفخت فيه


الصفحة التالية
Icon