الزمر ٤٢ - ٤٠
عمل فسوف تعلمون التي أنتم عليها وجهتكم من العداوة التي تمكنتم منها والمكانة بمعنى المكان فاستعيرت عن العين للمعنى كما يستعار هنا وحيث للزمان وهما للمكان إني عامل أي على مكانتي وحذف للاختصار ولما فيه من زيادة الوعيد والإيذان بأن حالته تزداد كل يوم قوة لأن الله تعالى ناصره ومعينه ألا ترى إلى قوله فسوف تعلمون من ياتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم كيف توعدهم بكونه منصورا عليهم غالبا عليهم في الدنيا والآخرة لأنهم إذا أتاهم الخزى والعذاب فذاك عزه وغلبته من حيث أن الغلبة تتم له بعز بعزيز من أوليائه وبذل ذليل من أعدائه ويخزيه صفة للعذاب كمقيم أى عذاب مخزله وهو يوم بدر وعذاب دائم وهو عذاب النار مكاناتكم أبو بكر وحماد إنا أنزلنا عليك الكتاب القرآن للناس لأجلهم ولأجل حاجتهم إليه ليبشروا وينذروا فتقوى دواعيهم إلى اختيار الطاعة على المعصية بالحق فمن اهتدى فلنفسه فمن اختار الهدى فقد نفع نفسه ومن ضل فانما يضل عليها ومن اختار الضلالة فقد ضرها وما أنت عليهم بوكيل بحفيظ ثم أخبر بأنه الحفيظ القدير عليهم بقوله الله يتوفى الأنفس حين موتها الأنفس الجمل كما هي وتوفيها اماتتها وهو أن يسلب ما هي به حية حساسة دراكة والتي لم تمت في منامها ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها أي يتوفاها حين تنام تشبيها للقائمين بالموتى حيث لا يميزون ولا يتصرفون كما أن الموتى كذلك ومنه قوله تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل فيمسك الأنفس التي قضى قضى حمزة وعلى عليها الموت الحقيقي أى لا يردها في وقتها حية ويرسل الأخرى النائمة إلى أجل مسمى إلى وقت ضربة لموتها وقيل يتوفى الأنفس أي يستوفيها ويقبضها وهي الأنفس التي تكون معها الحياة والحركة ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها وهي أنفس التمييز قالوا التي تتوفى في المنام هي نفس التمييز لا نفس الحياة لأن نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس والنائم يتنفس ولكل إنسان نفسا إحداهما نفس الحياة وهي التي تفارق عند الموت والأخرى نفس التمييز وهي التي تفارقه إذا نام وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما في ابن آدم نفس روح بينهما شعاع مثل شعاع الشمس فالنفس هي التي بها العقل والتمييز والروح هي التي بها النفس والتحرك فاذا انام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه وعن علي رضي الله عنه قال تخرج الروح عند النوم ويبقى شعاعها في الجسد فبذلك يرى الرؤيا فإذا انتبه من النوم عاد الروح إلى جسده بأسرع من لحظة وعنه ما رأت نفس النائم في السماء فهي الرؤيا الصادقة وما رأت بعد الإرسال فيلقنها الشيطان فهي كاذبة وعن سعيد بن جبير أن أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي


الصفحة التالية
Icon