الزمر ٤٦ - ٤٢
فى المنام فيتعارف منها ما شاء الله أن يتعارف فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجسادها إلى انقضاء مدة حياتها وروى أن أرواح المؤمنين تعرج عند النوم فى السماء فمن كان منهم طاهرا أذن له فى السجود ومن لم يكن منهم طاهرا لم يؤذن له فيه إن فى ذلك إن فى توفى الأنفس مائتة ونائمة وإمساكها وإرسالها إلى أجل لآيات على قدرة الله وعلمه لقوم يتفكرون يجيلون فيه أفكارهم ويعتبرون أم أتخذوا بل اتخذ قريش والهمزة للانكار من دون الله من دون إذنه شفعاء حين قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون معناه أيشفعون ولو كانوا لا يملكون شيئا قط ولا عقل لهم قل لله الشفاعة جميعا أى هو مالكها فلا يستطيع أحد شفاء إلا بإذنه وانتصب جميعا على الحال له ملك السموات والأرض تقرير لقوله لله الشفاعة جميعا لأنه إذا كان له الملك كله والشفاعة من الملك كان مالكا لها ثم إليه ترجعون متصل بما يليه معناه له ملك السموات والأرض اليوم ثم إليه ترجعون يوم القيامة فلا يكون الملك في ذلك اليوم إلا له فله ملك الدنيا والآخرة وإذا ذكر الله وحده مدار المعنى على قوله وحده أى إذا أفرد الله بالذكر ولم تذكر معه آلهتهم اشمأزت أى نفرت وانقبضت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه يعنى آلهتهم ذكر الله معهم أو لم يذكر إذا هم يستبشرون لافتتانهم بها وإذا قيل لا إله إلا الله وحده لا شريك له نفروا لأن فيه نفيا لآلهتهم ولقد تقابل الاستبشار والاشمئزاز إذ كل واحد منهما غاية فى بابه فالاستبشار أن يمتلىء قلبه سرورا حتى تنبسط له بشرة وجهه ويتهلل والاشمئزاز أن يمتلىء غما وغيظا حتى يظهر الانقباض فى أديم وجهه والعامل فى إذا ذكر هو العامل فى إذا المفاجأة تقديره وقت ذكر الذين من دونه فاجؤا وقت الاستبشار قل اللهم فاطر السموات والأرض أى يا فاطر وليس بوصف كما يقوله المبرد والفراء عالم الغيب والشهادة السر والعلانية أنت تحكم تقضى بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون من الهدى والضلالة وقيل هذه محاكمة من النبى للمشركين إلى الله وعن ابن المسيب لا أعرف آية قرئت فدعى عندها ألا أجيب سواها وعن الربيع بن خيثم وكان قليل


الصفحة التالية
Icon