الزمر ٤٩ - ٤٧
الكلام أنه أخبر بقتل الحسين رضى الله عنه وقالوا الآن يتكلم فما زاد أن قال آه أو قد فعلوا وقرأ هذه الآية وروى أنه قال على أثره قتل من كان صلى الله عليه و سلم يجلسه فى حجره ويضع فاه على فيه ولو أر للذين ظلموا ما فى الأرض جميعا ومثله معه الهاء تعود إلى ما لافتدوا به منسوء العذاب شدته يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون وظهر لهم من سخط الله وعذابه مالم يكن قط فى حسبانهم ولا يحدثون به نفوسهم وقيل عملوا أعمالا حسبوها حسنات فإذا هى سيئات وعن سفيان الثورى أنه قرأها فقال ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء وجزع محمد بن المنكدر عند موته فقيل له فقال أخشى آية من كتاب الله وتلاها فأنا أخشى أن يبدوا لى من الله مالم أحتسبه وبدا لهم سيآت ما كسبوا أى سيآت أعمالهم التى كسبوها أو سيآت كسبهم حين تعرض صحائف أعمالهم وكانت خافية عليهم أو عقاب ذلك وحاق بهم ونزل بهم وأحاط ما كانوا به يستهزئون جزاء هزئهم فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه أى أعطيناه تفضلا يقال خولنى إذا أعطاك على غير جزاء نعمة منا ولا تقف عليه لأن جواب إذا قال إنما أوتيته على علم منى أنى سأعطاه لما فى من فضل واستحقاق أو على علم منى بوجوه الكسب كما قال قارون على علم عندى وإنما ذكر الضمير فى أوتيته وهو للنعمة نظرا إلى المعنى لأن قوله نعمة منا شيئا من النعمة وقسما منها وقيل ما فى إنما موصولة لا كافة فيرجع الضمير إليها أى أن الذى أوتيته على علم بل هى فتنة انكار له كأنه قال ما خولناك من النعمة لما تقول بل هى فتنة أى ابتلاء وامتحان لك أتشكر أم تكفر ولما كان الخبر مؤنثا أعنى فتنة ساغ تأنيث المبتدا لأجله وقرىء بل هو فتنة على وفق إنما أوتيته ولكن أكثرهم لا يعلمون أنها فتنة والسبب فى عطف هذه الآية بالفاء وعطف مثلها فى أول السورة بالواو أن هذه وقعت مسببة عن قوله وإذا ذكر الله وحده اشمأزت على معنى أنهم يشمئزون من ذكر الله ويستبشرون بذكر الآلهة فإذا مس أحدهم ضر دعا من اشمأز بذكره دون من استبشر بذكره وما بينهما من الآى اعتراض فان قلت حق الاعتراض أن يؤكد المعترض بينه وبينه قلت ما فى الاعتراض من دعاء الرسول صلى الله عليه و سلم ربه بأمر من الله وقوله أنت تحكم بين عبادك ثم ما عقبه من الوعيد العظيم تأكيد لإنكار اشمئزازهم واستبشارهم ورجوعهم إلى الله فى الشدائد دون آلهتهم كأنه قيل قل يا رب لا يحكم بينى وبين هؤلاء الذين يجترؤون عليك مثل هذه الجراءة إلا أنت