الزمر ٥٤ - ٥٠
وقوله ولو أن للذين ظلموا متناول لهم ولكل ظالم إن جعل عاما أو إياهم خاصة إن عنينهم به كأنه قيل ولو أن لهؤلاء الظالمين ما فى الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به حكم عليهم بسوء العذاب وأما الآية الأولى فلم تقع مسببة وما هى إلا جملة ناسبت جملة قبلها فعطفت عليها بالواو ونحو قام زيد وقعد عمرو وبيان وقوعها مسببة انك تقول زيد يؤمن بالله فاذا مسه ضر التجأ إليه فهذا تسبيب ظاهر ثم تقول زيد كافر بالله فاذا مسه ضر التجأ إليه فتجىء بالفاء مجيئك بها ثمة كأن الكافر حين التجأ إلى الله التجاء المؤمن اليه مقيم كفره مقام الايمان فى جعله سببا فى الالتجاء قد قالها هذه المقالة وهى قوله إنما أوتيته على علم الذين من قبلهم أى قارون وقومه حيث قال إنما أوتيته على علم عندى وقومه راضون بها فكأنهم قالوها ويجوز أن يكون فى الأمم الخالية آخرون قائلون مثلها فماأغنى عنهم ما كانوا يكسبون من متاع الدنيا وما يجمعون منها فأصابهم سيآت ما كسبوا أى جزاء سيآت كسبهم أو سمى جزاء السيئة سيئة للازدواج كقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها والذين ظلموا كفروا من هؤلاء أى من مشركى قومك سيصيبهم سيآت ما كسبوا أى سيصيبهم مثل ما أصاب أولئك فقتل صناديدهم ببدر وحبس عنهم الرزق فقحطوا سبع سنين وما هم بمعجزين بفائتين من عذاب الله ثم بسط لهم فمطروا سبع سنين فقيل لهم أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ويضيق وقيل يجعله على قدر الفوت ان فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون بأنه لا قابض ولا باسط إلا الله عز و جل قل يا عبادى الذين وبسكون الياء بصرى وحمزة وعلى أسرفوا على أنفسهم جنوا عليها بالاسراف فى المعاصى والغلو فيها لا تقنطوا لا تيأسوا وبكسر النون على وبصرى من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا بالعفو عنها إلا الشرك وفى قراءة النبى عليه السلام يغفر الذنوب جميعا ولا يبالى ونظير نفى المبالاة نفىالخوف فى قوله ولا يخاف عقباها قيل نزلت فى وحشى قاتل حمزة رضى الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أحب أن لى الدنيا وما فيها بهذه الآية انه هو الغفور بستر عظائم الذنوب الرحيم بكشف فظائع الكروب وأنيبوا إلى ربكم وتوبوا إليه وأسلموا وأخلصوا له العمل من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون


الصفحة التالية
Icon