غافر ٧ - ٦
فتعاينون اثر ذلك وهذا تقرير فيه معنى التعجيب وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا كلمات ربك مدنى وشامى انهم اصحاب النار في محل الرفع بدل من كلمة ربك أي مثل ذلك الوجوب وجب على الكفرة كونهم من اصحاب النار ومعناه كما وجب اهلاكهم في الدنيا بالعذاب المستاصل كذلك وجب اهلاكهم بعذاب النار في الاخرة أو فى محل النصب بحذف لام التعليل وايصال الفعل والذين كفروا قريش ومعناه كما وجب اهلاك اولئك الامم كذلك وجب اهلاك هؤلاء لان علة واحدة تجمعهم انهم من اصحاب النار ويلزم الوقف على النار لانه لو وصل لصار الذين يحملون العرش ومن حوله يعنى حاملى العرش والحافين حوله وهم الكروبيون سادة الملائكة صفة لاصحاب النار وفساده ظاهر روى أي حملة العرش ارجلهم في الارض السفلى رؤوسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم وفي الحديث ان الله تعالى امر جميع الملائكة ان يغدوا ويروحوا بالسلام على حملة العرش تفضيلا لهم على سائر الملائكة وقيل حول العرش سبعون الف صف من الملائكة قيام قد وضعوا ايديهم على عواتقهم يهللون ويكبرون ومن ورائهم مائة الف صف قد وضعوا الايمان على الشمائل ما منهم احد الا وهو يسبح بما لا يسبح به الاخر يسبحون خبر المبتدا وهو الذين بحمد ربهم أي مع حمده اذ الباء تدل على ان تسبيحهم بالحمد له ويؤمنون به وفائدته مع علمنا بان حملة العرش ومن حوله من الملائكة الذين يسبحون بحمده مؤمنون اظهارا شرف الايمان وفضله والترغيب فيه كما وصف الانبياء في غير موضع بالصلاح لذلك وكما عقب اعمال الخير بقوله ثم كان من الذين امنوا فابان بذلك فضل الايمان وقد روعى التناسب في قوله ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا كانه قيل ويؤمنون به ويستغفرون لمن في مثل حالهم وفيه دليل على ان الاشتراك في الايمان يجب ان يكون ادعى شىء الى النصيحة والشفقة وان تباعدت الاجناس والاماكن ربنا أي يقولون ربنا وهذا المحذوف حال وسعت كل شىء رحمة وعلما والرحمة والعلم هما اللذان وسعا كل شيء في المعنى اذ الأصل وسع كل شىء رحمتك وعلمك ولكن ازيل الكلام عن اصله بان اسند الفعل الى صاحب الرحمة والعلم واخرجا منصوبين على التمييز مبالغة في وصفه بالرحمة والعلم فاغفر للذين تابوا أي للذين علمت منهم التوبة لتناسب ذكر الرحمة والعلم واتبعوا سبيلك أي طريق الهدى الذي دعوت اليه وقهم عذاب الجحيم ربنا