غافر ١١ - ٨
وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من ابائهم من في موضع نصب عطف على هم في وادخلهم او في وعدتهم والمعنى وعدتهم ووعدت من صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز الحكيم أي الملك الذى لا يغلب وانت مع ملكك وعزتك لا تفعل شيئا خاليا عن الحكمة وموجب حكمتك ان تفى بوعدك وقهم السيئات أي جزاء السيئات وهو عذاب النار ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك أي رفع العذاب هو الفوز العظيم ان الذين كفروا ينادون أي يوم القيامة اذا دخلوا النار ومقتوا انفسهم فيناديهم خزنة النار لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم أي لقمت الله انفسكم اكبر من مقتكم انفسكم فاستغنى بذكرها مرة والمقت اشد البغض وانتصاب اذ تدعون الى الايمان بالمقت الاول عند الزمخشرى والمعنى انه يقال لهم يوم القيامة كان الله بمقت انفسكم الامارة بالسوء والكفر حين كان الانبياء يدعونكم الى الايمان فتابون قبوله وتختارون عليه الكفر اشد مما تمقتونهن اليوم وانتم في النار اذا وقعتم فيها باتباعكم هواهن وقيل معناه لمقت الله اياكم الان اكبر من مقت بعضكم لبعض كقوله ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا واذ تدعون تعليل وقال جامع العلوم وغيره اذ منصوب بفعل مضمر دل عليه لمقت الله أي بمقتهم الله حين دعوا الى الايمان فكفروا ولا ينتصب بالمقت الاول لأن قوله لمقت الله مبتدا وهو مصدرو خبره اكبر من مقتكم انفسكم فلا يعمل في اذ تدعون لان المصدر اذا اخبر عنه لم يجز ان يتعلق به شىء يكون في صلته لان الاخبار عنه يؤذن بتمامه وما يتعلق به يؤذن بنقصانه ولا بالثاني لاختلاف الزمانين وهذا لانهم مقتوا انفسهم في النار وقد دعوا الى الايمان في الدنيا فتكفرون فتصرون على الكفر قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين اى اماتتين واحياءتين او موتتين وحياتين واراد بالاماتتين خلقهم امواتا اولا واماتتهم عند انقضاء اجالهم وصح ان يسمى خلقهم امواتا اماته كما صح ان يقال سبحان من صغر جسم البعوضة وكبر جسم الغيل وليس ثمة نقل من كبر الى صغر ولا من صغر الى كبر والسبب فيه ان الصغر والكبر جائزان على المصنوع الواحد فاذا اختار الصانع احد الجائزين فقد صرف المصنوع عن الجائز الاخر فجعل صرفه عنه كنقله منه وبالاحياءتين الاحياة الاولى في الدنيا والاحياءة الثانية البعث ويدل عليه قوله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم