غافر ١٦ - ١١
وقيل الموتة الاولى في الدنيا والثانية في القبر بعد الاحياء للسؤال والاحياء الاول احياؤه في القبر بعد موته للسؤال والثاني للبعث فاعترفنا بذنوبنا لما راوا الاماتة والاحياء تكررا عليهم علموا ان الله قادر على الاعادة كما هو قادر على الانشاء فاعترفوا بذنوبهم التى اقترفوها من انكار البعث وما تبعه من معاصيهم فهل الى خروج من النار اى الى نوع من الخروج سريع او بطىء لنتخلص من سبيل قط ام اليأس واقع دون ذلك فلا خروج ولا سبيل اليه وهذا كلام من غلب عليه اليأس وانما يقولون ذلك تحيرا ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك وهو قوله ذلكم بانه اذا دعى الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا اى ذلكم الذى انتم فيه وان لا سبيل لكم الى خروج قط بسبب كفركم بتوحيد الله وايمانكم بالاشراك به فالحكم للله حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد العلى شانه فلا يرد قضاؤه الكبير العظيم سلطانه فلا يحد جزاؤه وقيل كان الحرورية اخذوا قولهم حكم إلا لله من هذا وقال قتادة لما خرج اهل حروراء قال علي رضى الله عنه من هؤلاء قيل المحكمون اى يقولون لا حكم الا لله فقال علي رضى الله عنه كلمة حق اريد بها باطل هو الذي يريكم اياته من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها وينزل لكم من السماء وبالتخفيف مكى وبصرى رزقا مطرا لأنه سبب الرزق وما يتذكر الا من ينيب وما يتعظ وما يعتبر بايات الله الا من يتوب من الشرك ويرجع الى الله فان المعاند لا يتذكر ولا يتعظ ثم قال للمنيبين فادعوا الله فاعبدوه مخلصين له الدين من الشرك ولو كره الكافرون وان غاظ ذلك اعداءكم ممن ليس على دينكم رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح ثلاثة اخبار لقوله هو مرتبة على قوله الذى يريكم او اخبار مبتدا محذوف ومعنى رفيع الدرجات رافع السموات بعضها فوق بعض او رافع درجات عباده في الدنيا بالمنزلة او رافع منازلهم في الجنة وذو العرش مالك عرشه الذي فوق السموات خلقه مطافا للملائكة اظهار لعظمته مع استغنائه في مملكته والروح جبريل عليه السلام او الوحى الذي تحيا به القلوب من امره من اجل امره او بامره على من يشاء من عباده لينذر اى الله أو الملقى عليه وهو النبي عليه السلام ويدل عليه قراءة يعقوب لتنذر يوم التلاق يوم القيامة لانه يلتقى فيه اهل السماء واهل الارض والاولون والاخرون التلاقى مكى ويعقوب يوم هم بارزون ظاهرون لا يسترهم شىء من جبل او اكمة او بناء لا يخفى على الله منهم شىء اى من اعمالهم واحوالهم لمن الملك اليوم


الصفحة التالية
Icon