غافر ٢١ - ١٧
اى يقول الله تعالى ذلك حين لا احد يجيبه ثم يجيب نفسه بقوله لله الواحد القهار اى الذى قهر الخلق بالموت وينتصب اليوم بمدلول لمن اى لمن يثبت الملك في هذا اليوم وقيل ينادى مناد فيقول لمن الملك اليوم فيجيبه اهل المحشر لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب لما قرر ان الملك لله وحده في ذلك اليوم عدد نتائج ذلك وهى ان كل نفس تجزى بما كسبت عملت في الدنيا من خير وشر وان الظلم مامون منه لانه ليس بظلام للعبيد وان الحساب لا يبطىء لانه لا يشغله حساب عن حساب فيحاسب الخلق كله في وقت واحد وهو اسرع الحاسبين وانذرهم يوم الازفة اى القيامة سميت بها لازوفها اى لقربها ويبدل من يوم الازفة اذ القلوب لدى الحناجر اى التراقى يعنى ترتفع قلوبهم عن مقارها فتلصق بحناجرهم فلا هي تخرج فيموتوا ولا ترجع الى مواضعها فيتنفسوا ويتروحوا كاظمين ممسكين بحناجرهم من كظم القربة شد راسها وهو حال من القلوب محمول على اصحابها وانما جمع الكاظم جمع السلامة لانه وصفها بالكظم الذى هو من افعال العقلاء ما للظالمين الكافرين من حميم محب مشفق ولا شفيع يطاع اى يشفع وهو مجاز عن الطاعة لان الطاعة حقيقة لا تكون الا لمن فوقك والمراد نفى الشفاعة والطاعة كما في قوله ولا ترى الضب بها ينجحر يريد به نفى الضب وانجحاره وان احتمل اللفظ انتفاء الطاعة دون الشفاعة فعن الحسن والله ما يكون لهم شفيع البته يعلم خائنة الاعين مصدر بمعنى الخيانة كالعافية بمعنى المعافاة والمراد استراق النظر الى ما يحل وما تخفى الصدور وما تسره من امانة وخيانة وقيل هو ان ينظر الى اجنبية بشهوة مسارقة ثم يتفكر بقلبه في جمالها ولا يعلم بنظرته وفكرته من بحضرته والله يعلم ذلك كله ويعلم خائنة الاعين خبر من اخبار هو في قوله هو الذي يريكم اياته مثل يلقى الروح ولكن يلقى الروح قد علل بقوله لينذر يوم التلاق ثم استطرد ذكر احوال يوم التلاق الى قوله ولا شفيع يطاع فبعد لذلك عن اخواته والله يقضى بالحق اى والذي هذه صفاته لا يحكم الا بالعدل والذى يدعون من دونه لا يقضون بشىء والهتهم لا يقضون بشىء وهذا تهكم بهم لان ما لا يوصف بالقدرة لا يقال فيه يقضى او لا يقضى تدعون نافع ان الله هو السميع البصير تقرير لقوله يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور ووعيد لهم بانه يسمع ما يقولون ويبصر ما يعملون وانه يعاقبهم عليه وتعريض بما يدعون من دونه وانها لا تسمع ولا تبصر او لم يسيروا في الارض فينظروا