غافر ٣٢ - ٢٨
الكاذب على الصادق من هذا القبيل ايضا وتفسير البعض بالكل مزيف ان الله لا يهدى من هو مسرف مجاوز للحد كذاب في ادعائه وهذا ايضا من باب المجاملة والمعنى انه كان مسرفا كذابا خذله الله واهلكه فتتخلصون منه أو لو كان مسرفا كذابا لما هداه الله بالنبوة ولما عضده بالبينات وقيل اوهم انه عنى بالمسرف موسى وهو يعنى به فرعون يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين عالين وهو حال من كم في لكم في الارض في ارض مصر فمن ينصرنا من باس الله ان جاءنا عنى ان لكم ملك مصر وقد علوتم الناس وقهرتموهم فلا تفسدوا امركم على انفسكم ولا تتعرضوا لبأس الله اى عذابه فانه لا طاقة لكم به ان جاءكم ولا يمنعكم منه احد وقال ينصرنا وجاءنا لانه منهم في القرابة وليعلمهم بان الذى ينصحهم به هو مساهم لهم فيه قال فرعون ما اريكم الا ما ارى اى ما اشير عليكم براى الا بما ارى من قتله يعنى لا استصوب الا قتله وهذا الذى تقولونه غير صواب وما اهديكم بهذا الراى الا سبيل الرشاد طريق الصواب والصلاح وما اعلمكم الا ما اعلم من الصواب ولا ادخر منه شيئا ولا اسر عنكم خلاف ما اظهر يعنى ان لسانه وقلبه متوطئان على ما يقول وقد كذب فقد كان مستشعرا للخوف الشديد من جهة موسى عليه السلام ولكنه كان يتجلد ولولا استشعاره لم يستشر احدا ولم يقف الامر على الاشارة وقال الذى آمن يا قوم اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب أي مثل ايامهم لانه لما اضافه الى الاحزاب وفسرهم بقوله مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ولم يلتبس ان كل حزب منهم كان له يوم دمار اقتصر على الواحد من الجمع ودأب هؤلاء دؤبهم في عملهم من الكفر والتكذيب وسائر المعاصى وكون ذلك دائبا دائما منهم لا يفترون عنه ولا بد من حذف مضاف اى مثل جزاء دأبهم وانتصاب مثل الثاني بانه عطف بيان لمثل الاول وما الله يريد ظلما للعباد اى وما يريد الله ان يظلم عباده فيعذبهم بغير ذنب او يزيد على قدر ما يستحقون من العذاب يعنى ان تدميرهم كان عدلا لانهم استحقوه بأعمالهم وهو ابلغ من قوله وما ربك بظلام للعبيد حيث جعل المنفى ارادة ظلم منكر ومن بعد عن ارادة ظلم ما لعبادة كان عن الظلم ابعد وابعد وتفسير المعتزلة بانه لا يريد لهم ان يظلموا بعيد لان اهل اللغة قالوا اذا قال الرجل لاخر لا اريد ظلما لك معناه لا اريد ان اظلمك وهذا تخويف بعذاب الدنيا ثم خوفهم من عذاب الاخرة بقوله وياقوم انى اخاف عليكم يوم التناد