غافر ٤٧ - ٤٣
وتعالى وتكرير النداء لزيادة التنبيه لهم والايقاظ عن سنة الغفلة وفيه انهم قومه وانه من ال فرعون وجىء بالواو في النداء الثالث دون الثاني ولان الثاني داخل على كلام هو بيان للمجمل وتفسير له بخلاف الثالث لا جرم عند البصريين لا رد لما دعاه اليه قومه وجرم فعل بمعنى حق وان مع ما في حيزه فاعله أي حق ووجب بطلان دعوته ان ما تدعونني اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة معناه ان ما تدعونني اليه ليس له دعوة الى نفسه قط اى من حق المعبود بالحق ان يدعو العباد الى طاعته وما تدعون اليه والى عبادته لا يدعو هو الى ذلك ولا يدعى الربوبية او معناه ليس له استجابة دعوة في الدنيا ولا في الاخرة دعوة مستجابة جعلت الدعوة التي لا استجابة لها ولا منفعة كلا دعوة او سميت الاستجابة باسم الدعوة كما سمى الفعل المجازى عليه بالجزاء في قوله كما تدين تدان وان مردنا الى الله وان رجوعنا اليه وان المسرفين وان المشركين هم اصحاب النار فستذكرون ما اقول لكم اى من النصيحة عند نزول العذاب وافوض واسلم امرى وبفتح الياء مدنى وابو عمرو الى الله لانهم توعدوه ان الله بصير بالعباد باعمالهم ومالهم فوقاه الله سيئات ما مكروا شدائد مكرهم وما هموا به من الحاق انواع العذاب بمن خالفهم وقيل انه خرج من عندهم هاربا الى جبل فبعث قريبا من الف في طلبه فمنهم من اكلته السباع ومن رجع منهم صلبه فرعون وحاق ونزل بال فرعون سوء العذاب النار بدل من سوء العذاب او خبر مبتدا محذوف كانه قيل ما سوء العذاب قيل هو النار او مبتدا خبره يعرضون عليها وعرضهم عليها احراقهم بها يقال عرض الامام الاسارى على السيف اذا قتلهم به غدوا وعشيا اى في هذين الوقتين يعذبون بالنار وفيما بين ذلك اما ان يعذبوا بجنس اخر أو ينفس عنهم ويجوز ان يكون غدوا وعشيا عبارة عن الدوام هذا في الدنيا ويوم تقوم الساعة يقال لخزنة جهنم ادخلوا ال فرعون من الادخال مدنى وحمزة وعلي وحفص خلف ويعقوب وغيرهم ادخلوا أي يقال لهم ادخلوا يا آل فرعون اشد العذاب اى عذاب جهنم وهذه الآية دليل على عذاب القبر واذ يتحاجون واذكر وقت تخاصمهم في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا يعنى الرؤساء أنا كنا لكم تبعا تباعا كخدم في جمع خادم


الصفحة التالية
Icon