غافر ٥٥ - ٤٧
فهل أنتم مغنون دافعون عنا نصيبا جزءا من النار قال الذين استكبروا انا كل فيها التنوين عوض من المضاف اليه اى انا كلنا فيها لا يغنى احد عن احد ان الله قد حكم بين العباد قضى بينهم بان ادخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار وقال الذين في النار لخزنة جهنم للقوام بتعذيب اهلها وانما لم يقل لخزنتها لان في ذكر جهنم تهويلا وتفظيعا ويحتمل ان جهنم هى ابعد النار قعرا من قولهم بئر جهنام بعيدة القعر وفيها اعتى الكفار واطغاهم فلعل الملائكة الموكلين بعذاب اولئك اجوب دعوة لزيادة قربهم من الله تعالى فلهذا تعمدهم اهل النار بطلب الدعوة منهم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما بقدر يوم من الدنيا من العذاب قالوا اى الخزنة توبيخا لهم بعد مدة طويلة او لم تك اى او لم تك قصة وقوله تأتيكم رسلكم تفسير للقصة بالبينات بالمعجزات قالوا اى الكفار بلى قالوا اى الخزنة تهكما بهم فادعوا انتم ولا استجابة لدعائكم وما دعاء الكافرين الا في ضلال بطلان وهو من قول الله تعالى ويحتمل ان يكون من كلام الخزنة انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد اى في الدنيا والاخرة يعنى انه يغلبهم في الدارين جميعا بالحجة والظفر على مخالفيهم ولو بعد حين ويوم نصب محمول على موضع الجار والمجرور كما تقول جئتك في امس واليوم والاشهاد جمع شاهد كصاحب واصحاب يريد الانبياء والحفظة فالانبياء يشهدون عند رب العزة على الكفرة بالتكذيب والحفظة يشهدون على بني آدم بما عملوا من الاعمال تقوم بالتاء الرازى عن هشام يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم هذا بدل من يوم يقوم اى لا يقبل عذرهم لاينفع كوفى ونافع ولهم اللعنة البعد من رحمة الله ولهم سوء الدار اى سوء دار الأخرة وهو عذابها ولقد اتينا موسى الهدى يريد به جميع ما اتى به في باب الدين من المعجزات والتوراة والشرائع واورثنا بني اسرائيل الكتاب اى التوراة والانجيل والزبور لان الكتاب جنس اى تركنا الكتاب من بعد هذا الى هذا هدى وذكرى ارشادا وتذكرة وانتصابهما على المفعول له او على الحال لاولى الالباب لذوى العقول فاصبر على ما يجرعك قومك من الفصص ان وعد الله حق يعنى ان ما سبق به وعد من نصرتك واعلاء


الصفحة التالية
Icon