غافر ٦٦ - ٦١
صاغرين الله الذى جعل لكم الليل لتسكوا فيه والنهار مبصرا وهو من الاسناد المجازى أي مبصرا فيه لان الابصار في الحقيقة لاهل النهار وقرن الليل بالمفعول له والنهار بالحال ولم يكونا حالين او مفعولا لهما رعاية لحق للقابلة لأنهما متقابلان معنى لان كل واحد منهما يؤدى مؤدى الاخر ولانه لو قيل لتبصروا فيه فاتت الفصاحة التي في الاسناد المجزى ولو قيل ساكنا لم تتميز الحقيقة من المجاز اذ الليل يوصف بالسكون على الحقيقة الا ترى الى قولهم ليل ساج اى ساكن لا ريح فيه ان الله لذو فضل على الناس ولم يقل لمفضل او لمتفضل لان المراد تنكير الفضل وان يجعل فضلا لا يوازيه فضل وذلك انما يكون بالاضافة ولكن اكثر الناس لا يشكرون ولم يقل ولكن اكثرهم حتى لا يتكرر ذكرالناس لان في هذا التكرير تخصيصا لكفران النعمة بهم وانهم هم الذين يكفرون فضل الله ولا يشكرونه كقوله ان الانسان لكفور وقوله ان الانسان لظلوم كفار ذلكم الذي خلق لكم الليل والنهار الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو اخبار مترادفة اى هو الجامع لهذه الاوصاف من الربوبية والالهية وخلق كل شىء والوحدانية فانى تؤفكون فكيف ومن اى وجه تصرفون عن عبادته الى عبادة الاوثان كذلك يؤفك الذين كانوا بايات الله يجحدون اى كل من جحد بايات الله ولم يتاملها ولم يطلب الحق افك كما افكوا الله الذى جعل لكم الارض قرارا مستقرا والسماء بناء سقفا فوقكم وصوركم فاحسن صوركم قيل لم يخلق حيوانا احسن صورة من الإنسان وقيل لم يخلقهم منكوسين كالبهائم ورزقكم من الطيبات اللذيذات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين هو الحى لا اله الا هو فادعوه فاعبدوه مخلصين له الدين اى الطاعة من الشرك والرياء قائلين الحمد لله رب العالمين وعن ابن عباس رضى الله عنهما من قال لا اله الا الله فليقل على اثرها الحمد لله رب العالمين ولما طلب الكفار منه عليه السلام عبادة الاوثان نزل قل انى نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءنى بالبينات من ربى هى القران وقيل العقل والوحى وامرت ان اسلم استقيم وانقاد