غافر ٨٥ - ٨١
والبحر ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون انها ليست من عند الله واى نصب بتنكرون وقد جاءت على اللغة المستفيضة وقولك فاية ايات الله قليل لان التفرقة بين المذكر والمؤنث في الاسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب وهي في اى اغرب لابهامه افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اكثر منهم عددا واشد قوة بدنا وآثارا في الارض قصورا ومصانع فما اغنى عنهم مانافية ما كانوا يكسبون فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم يريد علمهم بامور الدنيا ومعرفتهم بتدبيرها كما قال يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون فلما جاءتهم الرسل بعلوم الديانات وهي أبعد شىء من علمهم لبعثها على رفض الدنيا والظلف عن الملاذ والشهوات لم يلتفتوا اليها وصغروها واستهزؤوا بها واعتقدوا انه لا علم انفع واجلب للفوائد من علمهم ففرحوا به او علم الفلاسفة والدهريين فإنهم كانوا اذا سمعوا بوحي الله دفعوه وصغروا علم الانبياء الى علمهم وعن سقراط انه سمع بموسى عليه السلام وقيل له لو هاجرت اليه فقال نحن قوم مهذبون فلا حاجة بنا الى من يهذبنا او المراد فرحوا بما عند الرسل من العلم فرح ضحك منه واستهزاء به كأنه قال استهزؤوا بالبينات وبما جاؤوا به من علم الوحي فرحين مرحين ويدل عليه قوله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون او الفرح للرسل اى الرسل لما راوا جهلهم واستهزائهم بالحق وعلموا سوء عاقبتهم وما يلحقهم من العقوبة على جهلهم واستهزائهم فرحوا بما اوتوا من العلم وشكروا الله عليه وحاق بالكافرين جزاء جهلهم واستهزائهم فلما رأوا بأسنا شدة عذابنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما راوا باسنا اى فلم يصح ولم يستقم ان ينفعهم ايمانهم سنت الله بمنزلة وعد الله ونحوه من المصادر المؤكدة التي قد خلت في عبادة ان الايمان عند نزول العذاب لا ينفع وان العذاب نازل بمكذبى الرسل وخسر هنالك الكافرون هنالك مكان مستعار للزمان والكافرون خاسرون في كل اوان ولكن يتبين خسرانهم اذا عاينوا العذاب وفائدة ترادف


الصفحة التالية
Icon