فصلت ٤٧ - ٤٤
على انه لو انزله بلسان العجم لكان قرانا فيكون دليلا لابى حنيفة رضى الله عنه في جواز الصلاة اذ قرا بالفارسية قل هو اى القران الذين امنو هدى ارشاد الى الحق وشفاء لما في الصدور من الشك اذ الشك مرض والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر في موضع الجر لكونه معطوفا على الذين امنوا اى هو الذين امنوا هدى وشفاء وهو الذين لا يؤمنون في اذانهم وقر اى صمم الا ان فيه عطفا على عاملين وهو جائز عند الاخفش او الرفع وتقديره والذين لا يؤمنون هو في اذانهم وقر على حذف المبتدأ او في اذانهم منه وقر وهو اى القران عليهم عمى ظلم وشبهه اولئك ينادون من مكان بعيد بعنى انهم لعدم قبولهم وانتفاعهم كانهم ينادون إلى الإيمان بالقرآن من حيث لا يسمعون لبعد المسافة وقيل ينادون في القيامة من مكان بعيد باقبح الاسماء وقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه فقال بعضهم هو حق وقال بعضهم هو باطل كما اختلف قومك في كتابك ولولا كلمة سبقت من ربك بتاخير العذاب لقضى بينهم لاهلكهم اهلاك استئصال وقيل الكلمة السابقة هى العدة بالقيامة وان الخصومات تفصل في ذلك اليوم ولولا ذلك لقضى بينهم افي الدنا وانهم وان الكفار لفى شك منه مريب موقع في الريبة من عمل صالحا فلنفسه فنفسه نفع ومن اساء فعليها فنفسه ضر وما ربك بظلام للعبيد فيعذب غير المسى اليه يرد علم الساعة اى علم قيامها يرد اليه اى يجب على المسئول ان يقول الله يعلم ذلك وما تخرج من ثمرات مدنى وشامى وحفص وغيرهم بغير الف من اكمامها او عيتها قبل ان تنشق جمع كم وما تحمل من انثى حملها ولا تضع الا بعلمه اى ما يحدث شىء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع الا وهو عالم به يعلم عدد ايام الحمل وساعاته واحواله من الخداج والتمام والذكورة والانوثة والحسن والقبح وغير ذلك ويوم يناديهم اين شركائى اضافهم الى نفسه على زعمهم وبيانه في قوله اين شركائى الذين زعمتم وفيه تهكم وتقريع قالوا اذناك اعلمناك وقيل اخبرناك وهو الاظهر اذ الله تعالى كان عالما بذلك واعلام العالم محال اما الاخبار للعالم بالشىء فيتحقق بما علم به الا ان يكون المعنى انك علمت من قلوبناالان انا لا نشهد تلك الشهادة الباطلة لانه اذا علمه من نفوسهم فكانهم اعلموه