فصلت ٥١ - ٤٧


ما منا من شهيد اى مامنا احد اليوم يشهد بان لك شريكا وما منا الا من هو موحد لك او ما منا من احد يشاهدهم لانهم ضلوا عنهم وضلت عنهم الهتهم لايبصرونها في ساعة التوبيخ وقيل هو كلام الشركاء اى مامنا من شهيد يشهد بما اضافوا الينا من الشركة وضل عنهم ما كانوا يدعون يعبدون من قبل في الدنيا وظنوا وايقنوا ما لهم من محيص مهرب لا يسام لا يمل الانسان الكافر بدليل قوله وما أظن الساعة قائمة من دعاء الخير من طلب السعة في المال والنعمه والتقدير من دعائه الخير فحذف الفاعل وأضيف الى المفعول وان مسه الشر الفقر فيئوس من الخير قنوط من الرحمة بولغ فيه من طريقين من طريق بناء فعول ومن طريق التكرير والقنوط ان يظهر عليه اثر الياس فيتضاءل وينكسر اى يقطع الرجاء من فضل الله وروحه وهذا صفة الكافر بدليل قوله تعالى انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون ولئن اذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لى واذا فرجنا عنه بصحة بعد مرض او سعة بعد ضيق قال هذا لى اى هذا حقى وصل الى لانى استوجبته بما عندى من خير وفضل واعمال بر او هذا لى لا يزول عنى وما اظن الساعة قائمة اى ما اظنها تكون قائمة ولئن رجعت الى ربى كما يقول المسلمون ان لى عنده عند الله للحسنى اى الجنة او الحالة الحسنى من الكرامة والنعمة قائسا امر الاخرة على امر الدنيا فلننبئن الذين كفروا بما عملوا فلخبرنهم بحقيقة ما عملوا من الاعمال الموجبة للعذاب ولنذيقنهم من عذا غليظ شديد لا يفتر عنهم واذا انعمنا على الانسان اعرض هذا ضرب آخر من طغيان الانسان اذا اصابه الله بنعمة ابطرته النعمة فنسى المنعم واعرض عن شكره ونأى بجانبه وتباعد عن ذكر الله ودعائه او ذهب بنفسه وتكبر وتعظم وتحقيقة ان يوضع جانبه موضع نفسه لان مكان الشىء وجهته ينزل منزلة نفسه ومنه قول الكتاب كتبت الى جهته والى جانبه العزيز يريدون نفسه وذاته فكانه قال وتنأى بنفسه واذا مسه الشر الضر والفقر فذو دعاء عريض كثير اى اقبل على دوام الدعا واخذ في الابتهال والتضرع وقد استعير العرض لكثرة الدعاء ودوامه وهو من صفة الاجرام كما استعير الغلظ لشدة العذاب ولا منافاة بين قوله فيئوس قنوط وبين قوله فذو دعاء عريض لان الاول في قوم والثاني في قوم او قنوط


الصفحة التالية
Icon