الشورى ١٧ - ١٥
الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بمبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم كقوله تعالى وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ماجاءتهم البينة وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم هم المشركون اورثوا القران من بعد ما اورث اهل الكتاب التوارة والانجيل فلذلك فلاجل ذلك التفرق ولما حدث بسببه من تشعب الكفر شعبا فادع الى الاتفاق والائتلاف على الملة الحنيفية القوية واستقم عليها وعلى الدعوة اليها كما امرت كما امرك الله ولا تتبع اهواءهم المختلفة الباطلة وقل امنت بما انزل الله من كتاب بأى كتاب صح ان الله تعالى انزله يعنى الايمان بجميع الكتب المنزلة لان المتفرقين امنوا ببعض وكفروا ببعض كفوله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض الى قوله اولئك هم الكافرون حقا وامرت لاعدل بينكم في الحكم اذا تخاصمتم فتحاكمتم الى الله ربنا وربكم اى كلنا عبيده لنا أعمالنا ولكم اعمالكم هو كفوله لكم دينكم ولى دين ويجوز ان يكون معناه انا لا نؤاخذ باعمالكم وانتم لا تؤاخذون باعمالنا لا حجة بيننا وبينكم اى لا خصومة لان الحق قد ظهر وصرتم محجوجين به فلا حاجة الى المحاجة ومعناه لا ايراد حجة بيننا لان المتحاجين يورد هذا حجته وهذا حجته الله يجمع بيننا يوم القيامة واليه المصير المرجع لفصل لاقضاء فيفصل بيننا وينتقم لنا منكم والذين يحاجون في الله يخاصمون في دينه من بعدما استجيب له من بعدما استجاب له الناس ودخلوا في الاسلام ليردوهم الى دين الجاهلية كقوله ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا كان اليهود والنصارى يقولون للمؤمنين كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم فنحن خير منكم واولى بالحق وقيل من بعد فاستجيب لمحمد عليه السلام دعاؤه على المشركين يوم بدر حجتهم داحضة باطلة وسماها حجة وان كانت شبهة لزعمهم انها حجة عند ربهم وعليهم غضب بكفرهم ولهم عذاب شديد في الاخرة الله الذى انزل الكتاب اى جنس الكتاب بالحق بالصدق او ملتبسا به والميزان والعدل والتسوية ومعنى انزال العدل انه انزل في كتبه المنزلة وقيل هو عين الميزان انزله في زمن نوح عليه السلام وما يدريك لعل الساعة قريب اى لعل الساعة تقريب منك وانت لا تدرى والمراد مجىء


الصفحة التالية
Icon