وقوله : ٢ - ﴿ الله لا إله إلا هو ﴾ مبتدأ وخبر والجملة مستأنفة : أي هو المستحق للعبودية والحي القيوم : خبران آخران للإسم الشريف أو خبران لمبتدأ محذوف : أي هو الحي القيوم وقيل : إنهما صفتان للمبتدإ الأول أو بدلان منه أو من الخبر وقد تقدم تفسير الحي والقيوم وقرأ جماعة من الصحابة القيام عمر وأبي بن كعب وابن مسعود
قوله : ٣ - ﴿ نزل عليك الكتاب ﴾ أي القرآن وقدم الظرف على المفعول به للاعتناء بالمنزل عليه صلى الله عليه و سلم وهي إما جملة مستأنفة أو خبر آخر للمبتدإ الأول قوله :﴿ بالحق ﴾ أي بالصدق - وقيل : بالحجة الغالبة وهو في محل نصب على الحال وقوله :﴿ مصدقا ﴾ حال آخر من الكتاب مؤكدة لأنه لا يكون إلا مصدقا فلا تكون الحال منتقلة أصلا وبهذا قال الجمهور وجوز بعضهم الانتقال على معنى أنه مصدق لنفسه ولغيره وقوله :﴿ لما بين يديه ﴾ أي من الكتب المنزلة وهو متعلق بقوله : مصدقا واللام للتقوية قوله :﴿ وأنزل التوراة والإنجيل ﴾ هذه الجملة في حكم البيان لقوله : لما بين يديه وإنما قال هنا أنزل وفيما تقدم نزل : لأن القرآن نزل منجما والكتابان نزلا دفعة واحدة ولم يذكر في الكتابين من ينزلا عليه وذكر فيما تقدم أن الكتاب نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن القصد هنا ليس إلا إلى ذكر الكتابين لا ذكر من نزلا عليه
قوله : ٤ - ﴿ من قبل ﴾ أي أنزل التوراة والإنجيل من قبل تنزيل الكتاب وقوله :﴿ هدى للناس ﴾ إما حال من الكتابين أو علة للإنزال والمراد بالناس أهل الكتابين أو ما هو أعم لأن هذه الأمة متعبدة لما لم ينسخ من الشرائع قال ابن فورك : هدى للناس المتقين كما قال في البقرة هدى للمتقين قوله :﴿ وأنزل الفرقان ﴾ أي : الفارق بين الحق والباطل وهو القرآن وكرر ذكره تشريفا له مع ما يشتمل عليه هذا الذكر الآخر من الوصف له بأنه يفرق بين الحق والباطل وذكر التنزيل أولا والإنزال ثانيا لكونه جامعا بين الوصفين فإنه أنزل إلى سماء الدنيا جملة ثم نزل منها إلى النبي صلى الله عليه و سلم مفرقا منجما على حسب الحوادث كما سبق وقيل : أراد بالفرقان جميع الكتب المنزلة من الله تعالى على رسله وقيل : أراد الزبور لاشتماله على المواعظ الحسنة وقوله :﴿ إن الذين كفروا بآيات الله ﴾ أي : بما يصدق عليه أنه آية من الكتب المنزلة وغيرها أو بما في الكتب المنزلة المذكورة على وضع آيات الله موضع الضمير العائد إليها وفيه بيان الأمر الذي استحقوا به الكفر ﴿ لهم ﴾ بسبب هذا الكفر ﴿ عذاب شديد ﴾ أي عظيم ﴿ والله عزيز ﴾ لا يغالبه مغالب ﴿ ذو انتقام ﴾ عظيم والنقمة السطوة يقال انتقم منه : إذا عاقبه بسبب ذنب قد تقدم منه