قوله ٤٥ - ﴿ إذ قالت ﴾ بدل من قوله وإذ قالت المذكور قبله وما بينهما اعتراض وقيل بدل من ﴿ إذ يختصمون ﴾ وقيل منصوب بفعل مقدر وقيل بقوله ﴿ يختصمون ﴾ وقيل بقوله ﴿ وما كنت لديهم ﴾
والمسيح اختلف فيه مماذا أخذ ؟ فقيل من المسح : لأنه مسح الأرض : أي ذهب فيها فلم يستكن بكن وقيل إنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ فسمي مسيحا فهو على هذين فعيل بمعنى فاعل وقيل لأنه كان يمسح بالدهن الذي كانت الأنبياء تمسح به وقيل لأنه كان ممسوح الأخمصين وقيل لأن الجمال مسحه وقيل لأنه مسح بالتطهير من الذنوب وهو على هذه الأربعة الأقوال فعيل بمعنى مفعول وقال أبو الهيثم : المسيح ضد المسيخ بالخاء المعجمة وقال ابن الأعرابي المسيح الصديق وقال أبو عبيد : أصله بالعبرانية مشيخا بالمعجمتين فعرب كما عرب موشى بموسى وأما الدجال فسمي مسيحا لأنه ممسوح إحدى العينين وقيل لأنه يمسح الأرض أي يطوف بلدانها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس وقوله ﴿ عيسى ﴾ عطف بيان أو بدل وهو اسم أعجمي وقيل هو عربي مشتق من عاسه يعوسه إذا ساسه قال في الكشاف : هو معرب من أيشوع انتهى والذي رأيناه في الإنجيل في مواضع أن اسمه يشوع بدون همزة وإنما قيل ابن مريم مع كون الخطاب معها تنبيها على أنه يولد من غير أي فنسب إلى أمه والوجيه ذو الوجاهة : وهي القوة والمنعة ووجاهته في الدنيا النبوة وفي الآخرة الشفاعة وعلو الدرجة وهو منتصب على الحال من كلمة وإن كانت نكرة فهي موصوفة وكذلك قوله ﴿ ومن المقربين ﴾ في محل نصب على الحال قال الأخفش : هو معطوف على وجيها
والمهد : مضجع الصبي في رضاعه ومهدت الأمر : هيأته ووطأته والكهل هو من كان بين سن الشباب والشيخوخة : أي يكلم الناس حال كونه رضيعا في المهد وحال كونه كهلا بالوحي والرسالة قاله الزجاج وقال الأخفش والفراء : إن كهلا معطوف على وجيها قال الأخفش ٤٦ - ﴿ ومن الصالحين ﴾ عطف على وجيها : أي هو من العباد الصالحين