قيل : الخطاب لأهل نجران بدليل ما تقدم قبل هذه الآية وقيل : ليهود المدينة وقيل : لليهود والنصارى جميعا وهو ظاهر النظم القرآني ولا وجه لتخصيصه بالبعض لأن هذه دعوة عامة لا تختص بأولئك الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه و سلم والسواء : العدل قال الفراء : يقال في المعنى العدل سوى وسواء فإذا فتحت السين مددت وإذا ضممت أو كسرت قصرت قال زهير :
( أروي خطة لا ضيم فيها | يروي نبتها فيها السواء ) |
وقد أخرج البخاري ومسلم والنسائي عن ابن عباس قال :[ حدثني أبو سفيان أن هرقل دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى أما بعد : فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإذا توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلى قوله : بأنا مسلمون ] وأخرج الطبراني عن ابن عباس أن كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الكفار ﴿ تعالوا إلى كلمة ﴾ الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا يهود المدينة إلى ما في هذه الآية فأبوا عليه فجاهدهم حتى أقروا بالجزية وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء وأخرج ابن جرير عن الربيع نحوه وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة ﴿ إلى كلمة سواء ﴾ قال : عدل وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع مثله وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ﴿ ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا ﴾ قال : لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله ويقال : إن تلك الربوبية أن يطيع الناس ساداتهم وقادتهم في غير عبادة وإن لم يصلوا لهم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ﴿ ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا ﴾ قال : سجود بعضهم لبعض