قوله ٨٦ - ﴿ كيف يهدي الله قوما ﴾ هذا الاستفهام معناه الجحد : أي لا يهدي الله ونظيره قوله تعالى ﴿ كيف يكون للمشركين عهد عند الله ﴾ أي : لا عهد لهم ومثله قول الشاعر :
( كيف نومي على الفراش ولما | تشمل الشام غارة شعواء ) |
قوله ٨٧ - ﴿ أولئك ﴾ إشارة إلى القوم المتصفين بتلك الصفات السابقة وهو مبتدأ خبره الجملة التي بعده وقد تقدم تفسير اللعن
قوله ٨٨ - ﴿ ولا هم ينظرون ﴾ معناه : يؤخرون ويمهلون
ثم استثنى التائبين فقال ٨٩ - ﴿ إلا الذين تابوا من بعد ذلك ﴾ : أي من بعد الارتداد ﴿ وأصلحوا ﴾ بالإسلام ما كان قد أفسدوه من دينهم بالردة وفيه دليل على قبول توبة المرتد إذا رجع إلى الإسلام مخلصا ولا خلاف في ذلك فيما أحفظ
قوله ٩٠ - ﴿ ثم ازدادوا كفرا ﴾ قال قتادة وعطاء الخراساني والحسن : نزلت في اليهود والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه و سلم بعد إيمانهم بنعته وصفته ﴿ ثم ازدادوا كفرا ﴾ بإقامتهم على كفرهم وقيل : ازدادوا كفرا بالذنوب التي اكتسبوها ورجحه ابن جرير الطبري وجعلها في اليهود خاصة وقد استشكل جماعة من المفسرين قوله تعالى ﴿ لن تقبل توبتهم ﴾ مع كون التوبة مقبولة كما في الآية الأولى وكما في قوله تعالى ﴿ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ﴾ وغير ذلك فقيل : المعنى لن تقبل توبتهم عند الموت قال النحاس : وهذا قول حسن كما قال تعالى ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ﴾ وبه قال الحسن وقتادة وعطاء ومنه الحديث [ إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ] وقيل : المعنى لن تقبل توبتهم التي كانوا عليها قبل أن يكفروا لأن الكفر أحبط وقيل لن تقبل توبتهم إذا تابوا من كفرهم إلى كفر آخر والأولى أن يحمل عدم قبولهم التوبة في هذه الآية على من مات كافرا غير تائب فكأنه عبر عن الموت على الكفر بعدم قبول التوبة وتكون الآية المذكورة بعد هذه الآية