قوله ٢٦ - ﴿ يريد الله ليبين لكم ﴾ اللام هنا هي لام كي التي تعاقب أن قال الفراء : العرب تعاقب بين لام كي وأن فتأتي باللام التي على معنى كي في موضع أن في أردت وأمرت فيقولون : أردت أن تفعل وأردت لتفعل ومنه ﴿ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ﴾ ﴿ وأمرت لأعدل بينكم ﴾ ﴿ وأمرنا لنسلم لرب العالمين ﴾ ومنه :
( أريد لأنسى ذكرها فكأنما | تمثل لي ليلى بكل سبيل ) |
( أردت لكيما يعلم الناس أنها | سراويل قيس والوفود شهود ) |
٢٧ - ﴿ والله يريد أن يتوب عليكم ﴾ هذا تأكيد لما قد فهم من قوله ﴿ ويتوب عليكم ﴾ المتقدم وقيل : الأول معناه للإرشاد إلى الطاعات : والثاني فعل أسبابها وقيل : إن الثاني لبيان كمال منفعة إرادته سبحانه وكمال ضرر ما يريده الذين يتبعون الشهوات وليس المراد به مجرد إرادة التوبة حتى يكون من باب التكرير للتأكيد قيل : هذه الإرادة منه سبحانه في جميع أحكام الشرع وقيل : في نكاح الأمة فقط
واختلف في تعيين المتبعين للشهوات فقيل : هم الزناة وقيل : اليهود والنصارى وقيل : اليهود خاصة وقيل : هم المجوس لأنهم أرادوا أن يتبعهم المسلمون في نكاح الأخوات من الأب والأول أولى والميل : العدول عن طريق الاستواء والمراد بالشهوات هنا ما حرمه الشرع ودون ما أحله ووصف الميل بالعظم بالنسبة إلى ميل من اقترف خطيئة نادرا