قوله : ٤٠ - ﴿ أرأيتكم ﴾ الكاف والميم عند البصريين للخطاب ولا حظ لهما في الإعراب وهو اختيار الزجاج وقال الكسائي والفراء وغيرهما : إن الكاف والميم في محل نصب بوقوع الرؤية عليهما والمعنى : أرأيتم أنفسكم قال الكشاف مرجحا للمذهب الأول : إنه لا محل للضمير الثاني يعني الكاف من الإعراب لأنك تقول : أرأيتك زيدا ما شأنه فلو جعلت للكاف محلا لكنت كأنك تقول : أرأيت نفسك زيدا ما شأنه وهو خلف من القول انتهى والمعنى : أخبروني ﴿ إن أتاكم عذاب الله ﴾ كما أتى غيركم من الأمم ﴿ أو أتتكم الساعة ﴾ أي القيامة ﴿ أغير الله تدعون ﴾ هذا على طريقة التبكيت والتوبيخ : أي أتدعون غير الله في هذه الحالة من الأصنام التي تعبدونها أم تدعون الله سبحانه وقوله :﴿ إن كنتم صادقين ﴾ تأكيد لذلك التوبيخ : أي أغير الله من الأصنام تدعون إن كنتم صادقين أن أصنامكم تضر وتنفع وأنها آلهة كما تزعمون
قوله : ٤١ - ﴿ بل إياه تدعون ﴾ معطوف على منفي مقدر أي لا تدعون غيره بل إياه تخصون بالدعاء ﴿ فيكشف ما تدعون إليه ﴾ أي فيكشف عنكم ما تدعونه إلى كشفه إن شاء أن يكشفه عنكم لا إذا لم يشأ ذلك قوله :﴿ وتنسون ما تشركون ﴾ أي وتنسون عند أن يأتيكم العذاب ما تشركون به تعالى : أي ما تجعلونه شريكا له من الأصنام ونحوها فلا تدعونها ولا ترجون كشف ما بكم منها بل تعرضون عنها إعراض الناس وقال الزجاج : يجوز أن يكون المعنى : وتتركون ما تشركون


الصفحة التالية
Icon