١٣٢ - ﴿ ولكل درجات مما عملوا ﴾ أي لكل من الجن والإنس درجات متفاوته مما عملوا فنجازيهم بأعمالهم كم قال في آية أخرى :﴿ ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون ﴾ وفيه دليل على أن المطيع من الجن في الجنة والعاصي في النار ﴿ وما ربك بغافل عما يعملون ﴾ من أعمال الخير والشر والغفلة ذهاب الشيء عنك لاشتغالك بغيره قرأ ابن عامر ﴿ تعملون ﴾ بالفوقية وقرأ الباقون بالتحتية
وقد أخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله :﴿ وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا ﴾ قال : يولي الله بعض الظالمين بعضا في الدنيا يتبع بعضهم بعضا في النار وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن زيد في الآية مثل ما حكينا عنه قريبا وأخرج أبو الشيخ عن الأعمش في تفسير الآية قال : سمعتهم يقولون : إذا فسد الزمان أمر عليهم شرارهم وأخرج الحاكم في التاريخ والبيهقي في الشعب من طريق يحيى بن هاشم حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ كما تكونون كذلك يؤمر عليكم ] قال البيهقي : هذا منقطع ويحيى ضعيف وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله :﴿ رسل منكم ﴾ قال : ليس في الجن رسل وإنما الرسل في الإنس والنذارة في الجن وقرأ :﴿ فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ﴾ وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة أيضا عن الضحاك قال : الجن يدخلون الجنة ويأكلون ويشربون وأخرج أبو الشيخ في العظمة أيضا عن ليث بن أبي سليم قال : مسلمو الجن لا يدخلون الجنة ولا النار وذلك أن الله أخرج أباهم من الجنة فلا يعيده ولا يعيد ولده وأخرج أبو الشيخ في العظمة أيضا عن ابن عباس قال : الخلق أربعة فخلق في الجنة كلهم وخلق في النار كلهم وخلقان في الجنة والنار فأما الذين في الجنة كلهم فالملائكة وأما الذين في النار كلهم فالشياطين وأما الذين في الجنة والنار فالإنس والجن لهم الثواب وعليهم العقاب