سورة الأعراف
هي مكية إلا ثمان آيات وهي قوله :﴿ واسألهم عن القرية ﴾ إلى قوله :﴿ وإذ نتقنا الجبل فوقهم ﴾ وقد أخرج ابن الضريس والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : سورة الأعراف نزلت بمكة وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة : قال : آية من الأعراف مدنية وهي ﴿ واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ﴾ إلى آخر الآية وسائرها مكية وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ بها في المغرب يفرقها في الركعتين وآياتها مائتان وست آيات
قوله : ١ - ﴿ المص ﴾ قد تقدم في فاتحة سورة البقرة ما يغني عن الإعادة وهو إما مبتدأ وخبره كتاب : أي المص حروف
٢ - ﴿ كتاب أنزل إليك ﴾ أو هو خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا المص أي المسمى به وأما إذا كانت هذه الفواتح مسرودة على نمط التعديد فلا محل له وكتاب خبر المبتدأ على الوجه الأول أو خبر مبتدأ محذوف على الثاني أي هو كتاب قال الكسائي : أي هذا كتاب و ﴿ أنزل إليك ﴾ صفة له ﴿ فلا يكن في صدرك حرج منه ﴾ الحرج : الضيق : أي لا يكن في صدرك ضيق منه من إبلاغه إلى الناس مخافة أن يكذبوك ويؤذوك فإن الله حافظك وناصرك وقيل : المراد لا يضق صدرك حيث لم يؤمنوا به ولم يستجيبوا لك ﴿ فإنما عليك البلاغ ﴾ وقال مجاهد وقتادة : الحرج هنا الشك لأن الشاك ضيق الصدر : أي لا تشك في أنه منزل من عند الله وعلى هذا يكون النهي له صلى الله عليه و سلم من باب التعريض والمراد أمته : أي لا يشك أحد منهم في ذلك والضمير في منه راجع إلى الكتاب فعلى الوجه الأول يكون على تقدير مضاف محذوف : أي من إبلاغه وعلى الثاني يكون التقدير من إنزاله والضمير في ﴿ لتنذر به ﴾ راجع إلى الكتاب : أي لتنذر الناس بالكتاب الذي أنزلناه إليك وهو متعلق بأنزل : أي أنزل إليك لإنذارك للناس به أو متعلق بالنهي لأن انتفاء الشك في كونه منزلا من عند الله أو انتفاء الخوف من قومه يقويه على الإنذار ويشجعه لأن المتيقن يقدم على بصيرة ويباشر بقوة نفس قوله :﴿ وذكرى للمؤمنين ﴾ الذكرى التذكير قال البصريون : الذكرى في محل رفع على إضمار مبتدأ وقال الكسائي : هي في محل رفع عطفا على كتاب ويجوز النصب على المصدر : أي وذكر به ذكرى قاله البصريون ويجوز الجر حملا على موضع لتنذر أي للإنذار والذكرى وتخصيص الذكرى بالمؤمنين لأنهم الذين ينجع فيهم ذلك وفيه إشارة إلى تخصيص الإنذار بالكافرين