قوله : ٦٠ - ﴿ قال الملأ من قومه ﴾ جملة استئنافية جواب سؤال مقدر والملأ أشراف القوم ورؤساؤهم وقيل : هم الرجال وقد تقدم بيانه في البقرة والضلال : العدول عن طريق الحق والذهاب عنه : أي إنا لنراك في دعائك إلى عبادة الله وحده في ضلال عن طريق الحق
وجملة ٦١ - ﴿ قال يا قوم ﴾ استئنافية أيضا جواب سؤال مقدر ﴿ ليس بي ضلالة ﴾ كما تزعمون ﴿ ولكني رسول من رب العالمين ﴾ : أرسلني إليكم لسوق الخير إليكم ودفع الشر عنكم نفى عن نفسه الضلالة وأثبت لها ما هو أعلى منصبا وأشرف رفعة وهو أنه رسول الله إليهم
وجملة ٦٢ - ﴿ أبلغكم رسالات ربي ﴾ في محل رفع على أنها صفة لرسول أو هي مستأنفة مبينة لحال الرسول والرسالات : ما أرسله الله به إليهم مما أوحاه إليه ﴿ وأنصح لكم ﴾ عطف على ﴿ أبلغكم ﴾ يقال : نصحته ونصحت له وفي زيادة اللام دلالة على المبالغة في إمحاض النصح وقال الأصمعي : الناصح : الخالص من الغل وكل شيء خلص فقد نصح فمعنى أنصح هنا : أخلص النية لكم عن شوائب الفساد والاسم النصيحة وجملة ﴿ وأعلم من الله ما لا تعلمون ﴾ معطوفة على الجملة التي قبلها مقررة لرسالته ومبينة لمزيد علمه وأنه يختص بعلم الأشياء التي لا يعلمونها بإخبار الله له بذلك
قوله : ٦٣ - ﴿ أوعجبتم ﴾ فتحت الواو لكونها العاطفة ودخلت عليها همزة الاستفهام للإنكار عليهم والمعطوف عليه مقدر : كأنه قيل استبعدتم وعجبتم أو أكذبتم وعجبتم أو أنكرتم وعجبتم ﴿ أن جاءكم ذكر من ربكم ﴾ أي وحي وموعظة ﴿ على رجل منكم ﴾ أي على لسان رجل منكم تعرفونه ولم يكن ذلك على لسان من لا تعرفونه أو لا تعرفون لغته وقيل على بمعنى مع : أي مع رجل منكم لأجل ينذركم به ﴿ ولتتقوا ﴾ ما يخالفه ﴿ ولعلكم ترحمون ﴾ بسبب ما يفيده الإنذار لكم والتقوى منكم من التعرض لرحمة الله سبحانه لكم ورضوانه عنكم


الصفحة التالية
Icon