لما أورد سبحانه على الكفار المعاصرين لمحمد صلى الله عليه و سلم أنواع الدلائل التي هي أوضح من الشمس أكد ذلك بذكر القصص على طريقة التفنن في الكلام ونقله من أسلوب إلى أسلوب لتكون الموعظة أظهر والحجة أبين والقبول أتم فقال : ٢٥ - ﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين ﴾ قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بفتح الهمزة على تقدير حرف الجر : أي أرسلناه بأني : أي أرسلناه متلبسا بذلك الكلام وهو أني لكم نذير مبين وقرأ الباقون بالكسر على إرادة القول : أي قائلا إني لكم والواو في ولقد للابتداء واللام هي الموطئة للقسم واقتصر على النذارة دون البشارة لأن دعوته كانت لمجرد الإنذار أو لكونهم لم يعملوا بما بشرهم به
وجملة ٢٦ - ﴿ أن لا تعبدوا إلا الله ﴾ بدل من إني لكم نذير مبين : أي أرسلناه بأن لا تعبدوا إلا الله أو تكون أن مفسرة متعلقة بأرسلنا أو بنذير أو بمبين وجملة ﴿ إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم ﴾ تعليلية والمعنى : نهيتكم عن عبادة غير الله لأني أخاف عليكم وفيها تحقيق لمعنى الإنذار واليوم الأليم : هو يوم القيامة أو يوم الطوفان ووصفه بالأليم من باب الإسناد المجازي مبالغة