٩٤ - ﴿ ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه ﴾ أي لما جاء عذابنا أو أمرنا بعذابهم نجينا شعيبا وأتباعه الذين آمنوا به ﴿ برحمة منا ﴾ لهم بسبب إيمانهم أو برحمة منا لهم : وهي هدايتهم للإيمان ﴿ وأخذت الذين ظلموا ﴾ غيرهم بما أخذوا من أموالهم بغير وجه وظلموا أنفسهم بالتصميم على الكفر ﴿ الصيحة ﴾ التي صاح بهم جبرائيل حتى خرجت أرواحهم من أجسادهم وفي الأعراف ﴿ فأخذتهم الرجفة ﴾ وكذا في العنكبوت وقد قدمنا أن الرجفة الزلزلة وأنها تكون تابعة للصيحة لتموج الهواء المفضي إليها ﴿ فأصبحوا في ديارهم جاثمين ﴾ أي ميتين
وقد تقدم تفسيره وتفسير ٩٥ - ﴿ كأن لم يغنوا فيها ﴾ قريبا وكذا تفسير ﴿ ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ﴾ وحكى الكسائي أن أبا عبد الرحمن قرأ :﴿ كما بعدت ثمود ﴾ بضم العين قال المهدوي : من ضم العين من بعدت فهي لغة يستعمل في الخير والشر وبعدت بالكسر على قراءة الجمهور يستعمل في الشر خاصة وهي هنا بمعنى اللعنة
وقد أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله :﴿ إني أراكم بخير ﴾ قال : رخص السعر ﴿ وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ﴾ قال : غلاء السعر وأخرج ابن جرير عنه ﴿ بقية الله ﴾ قال : رزق الله وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة ﴿ بقية الله خير لكم ﴾ يقول : حظكم من ربكم خير لكم وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : طاعة الله وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الأعمش في قوله :﴿ أصلاتك تأمرك ﴾ قال : أقراءتك وأخرج ابن عساكر عن الأحنف : أن شعيبا كان أكثر الأنبياء صلاة وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله :﴿ أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ﴾ قال : نهاهم عن قطع هذه الدنانير والدراهم فقالوا : إنما هي أموالنا نفعل فيها ما نشاء إن شئنا قطعناها وإن شئنا أحرقناها وإن شئنا طرحناها وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب نحوه وأخرجا عن زيد بن أسلم نحوه أيضا وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن المنذر وأبو الشيخ وعبد بن حميد عن سعيد بن المسيب نحوه أيضا وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله :﴿ إنك لأنت الحليم الرشيد ﴾ قال : يقولون إنك لست بحليم ولا رشيد وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال : استهزاء به وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله :﴿ ورزقني منه رزقا حسنا ﴾ قال : الحلال وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله :﴿ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾ قال : يقول لم أكن لأنهاكم عن أمر وأركبه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله :﴿ وإليه أنيب ﴾ قال : إليه أرجع وأخرج أبو نعيم في الحلية [ عن علي قال : قال يا رسول الله أوصني قال : قل الله ربي ثم استقم قلت : ربي الله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب قال : ليهنك العلم أبا الحسن لقد شرب العلم شربا ونهلته نهلا ] وفي إسناده محمد بن يوسف الكديمي وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة ﴿ لا يجرمنكم شقاقي ﴾ لا يحملنكم فراقي وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : شقاقي عداوتي وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي قال : لا تحملنكم عداوتي وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله :﴿ وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ قال : إنما كانوا حديثي عهد قريب بعد نوح وثمود وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن سعيد بن جبير ﴿ وإنا لنراك فينا ضعيفا ﴾ قال : كان أعمى وإنما عمي من بكائه من حب الله عز و جل وأخرج الواحدي وابن عساكر عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ بكى شعيب عليه السلام من حب الله حتى عمي ] وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ وإنا لنراك فينا ضعيفا ﴾ قال : كان ضرير البصر وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح مثله وأخرج أبو الشيخ عن سفيان في قوله :﴿ وإنا لنراك فينا ضعيفا ﴾ قال : كان أعمى وكان يقال له خطيب الأنبياء وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : معناه إنما أنت واحد وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب أنه خطب فتلا هذه الآية في شعيب ﴿ وإنا لنراك فينا ضعيفا ﴾ قال : كان مكفوفا فنسبوه إلى الضعف ﴿ ولولا رهطك لرجمناك ﴾ قال علي : فوالله الذي لا إله إلا غيره ما هابوا جلال ربهم ما هابوا إلا العشيرة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال في الآية : لا تخافونه وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال : تهاونتم به


الصفحة التالية
Icon