قوله : ٨٢ - ﴿ لتجدن ﴾ إلخ هذه جملة مستأنفة مقررة لما فيها من تعداد مساوئ اليهود وهناتهم ودخول لام القسم عليها يزيدها تأكيدا وتقريرا والخطاب لرسول الله صلى الله عليه و سلم أو لكل من يصلح له كما في غير هذا الموضع من الكتاب العزيز والمعنى في الآية : أن اليهود والمشركين لعنهم الله أشد جميع الناس عداوة للمؤمنين وأصلبهم في ذلك وأن النصارى أقرب الناس مودة للمؤمنين واللام في ﴿ للذين آمنوا ﴾ في الموضعين متعلقة بمحذوف وقع صفة لعداوة ومودة وقيل هو متعلق بعداوة ومودة والإشارة بقوله :﴿ ذلك ﴾ إلى كونهم أقرب مودة والباء في ﴿ بأن منهم قسيسين ﴾ للسببية : أي ذلك بسبب أن منهم قسيسين وهو جمع قس وقسيس قاله قطرب والقسيس : العالم وأصله من قس : إذا تتبع الشيء وطلبه قال الراجز :
( يصبحن عن قس الأذى غوافلا )
وتقسست أصواتهم بالليل تسمعتها والقس : النميمة والقس أيضا : رئيس النصارى في الدين والعلم وجمعه قسوس أيضا وكذلك القسيس : مثل الشر والشرير ويقال في جمع قسيس تكسيرا قساوسة بإبدال إحدى السينين واوا والأصل قساسة فالمراد بالقسيسين في الآية : المتبعون للعلماء والعباد وهو إما عجمي خلطته العرب بكلامها أو عربي والرهبان : جمع راهب كركبان وراكب والفعل رهب الله يرهبه : أي خافه والرهبانية والترهب : التعبد في الصوامع قال أبو عبيد : وقد يكون رهبان للواحد والجمع قال الفراء : ويجمع رهبان إذا كان للمفرد رهبان وهابين كقربان وقرابين وقد قال جرير في الجمع :
( رهبان مدين لو رأوك ترهبوا )
وقال الشاعر في استعمال رهبان مفردا :



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
( لو أبصرت رهبان دير في الجبل لانحدر الرهبان يسعى ونزل )