٤٨ - ﴿ يوم تبدل الأرض غير الأرض ﴾ قال الزجاج : انتصاب يوم على البدل من يوم يأتيهم أو على الظرف للانتقام انتهى ويجوز أن ينتصب بمقدر يدل عليه الكلام : أي واذكر أو وارتقب والتبديل قد يكون في الذات كما في بدلت الدراهم دنانير وقد يكون في الصفات كما في بدلت الحلقة خاتما والآية تحتمل الأمرين وقد قيل المراد تغير صفاتها وبه قال الأكثر وقيل تغير ذاتها ومعنى ﴿ والسموات ﴾ أي وتبدل السموات غير السموات على الاختلاف الذي مر ﴿ وبرزوا لله الواحد القهار ﴾ أي برز العباد لله أو الظالمون كما يفيده السياق : أي ظهروا من قبورهم أو ظهر من أعمالهم ما كانوا يكتمونه والتعبير على المستقبل بلفظ الماضي للتنبيه على تحقق وقوعه كما في قوله :﴿ ونفخ في الصور ﴾ والواحد القهار المتفرد بالألوهية الكثير القهر لمن عانده
٤٩ - ﴿ وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ﴾ معطوف على برزوا أو على تبدل والمجيء بالمضارع لاستحضار الصورة والمجرمون هم المشركون ويومئذ يعني يوم القيامة و ﴿ مقرنين ﴾ أي مشدودين إما بجعل بعضهم مقرونا مع بعض أو قرنوا مع الشياطين كما في قوله :﴿ نقيض له شيطانا فهو له قرين ﴾ أو جعلت أيديهم مقرونة إلى أرجلهم والأصفاد : الأغلال والقيود والجار والمجرور متعلق بمقرنين أو حال من ضميره يقال صفدته صفدا : أي قيدته والاسم الصفد فإذا أردت التكثير قلت صفدته قال عمرو بن كلثوم :

( فآبوا بالنهاب وبالسبايا وأبنا بالملوك مصفدينا )
وقال حسان بن ثابت :
( من بين مأسور يشد صفاده صقر إذا لاقى الكريهة حامي )
ويقال صفدته وأصفدته : إذا أعطيته ومنه قول النابغة :
( ولم أعرض أبيت اللعن بالصفد )


الصفحة التالية
Icon