٢ - ﴿ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ﴾ قرأ نافع وعاصم بتخفيف الباء من ربما وقرأ الباقون بتشديدها وهما لغتان قال أبو حاتم : أهل الحجاز يخففون ومنه قول الشاعر :
( ربما ضربة بسيف صقيل | بين بصرى وطعنة نجلاء ) |
( رب رفد هرقته ذلك اليو | م وأسرى من معشر أقيال ) |
٣ - ﴿ ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ﴾ هذا تهديد لهم : أي دعهم عما أنت بصدده من الأمر لهم والنهي فهم لا يرعوون أبدا ولا يخرجون من باطل ولا يدخلون في حق بل مرهم بما هم فيه من الاشتغال بالأكل والتمتع بزهرة الدنيا فإنهم كالأنعام التي لا تهتم إلا بذلك ولا تشتغل بغيره والمعنى : اتركهم على ما هم عليه من الاشتغال بالأكل ونحوه من متاع الدنيا ومن إلهاء الأمل لهم عن اتباعك فسوف يعلمون عاقبة أمرهم وسوء صنيعهم وفي هذا من التهديد والزجر ما لا يقدر قدره يقال ألهاه كذا : أي شغله ولهى هو عن الشيء يلهى : أي شغلهم الأمل عن اتباع الحق وما زالوا في الآمال الفارغة والتمنيات الباطلة حتى أسفر الصبح لذي عينين وانكشف الأمر ورأوا العذاب يوم القيامة فعند ذلك يذوقون وبال ما صنعوا والأفعال الثلاثة مجزومة على أنها جواب الأمر وهذه الآية منسوخة بآية السيف