١٤ - ﴿ وبرا بوالديه ﴾ معطوف على تقيا البر هنا بمعنى البار فعل بمعنى فاعل والمعنى : لطيفا بهما محسنا إليهما ﴿ ولم يكن جبارا عصيا ﴾ أي لم يكن متكبرا ولا عاصيا لوالديه أو لربه وهذا وصف له عليه السلام بلين الجانب وخفض الجناح
١٥ - ﴿ وسلام عليه ﴾ قال ابن جرير وغيره : معناه أمان عليه من الله قال ابن عطية : والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة فهي أشرف وأنبه من الأمان لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان عنه وهو أقل درجاته وإنما الشرف في أن يسلم الله عليه ومعنى ﴿ يوم ولد ﴾ أنه أمن من الشيطان وغيره في ذلك اليوم أو أن الله حياه في ذلك اليوم وهكذا معنى ﴿ يوم يموت ﴾ وهكذا معنى ﴿ يوم يبعث حيا ﴾ قيل أوحش ما يكون الإنسان في ثلاثة مواطن : يوم ولد لأنه خرج مما كان فيه ويوم يموت لأنه يرى قوما لا يكن قد عرفهم وأحكامها ليس له بها عهد ويوم يبعث لأنه يرى هول يوم القيامة فخص الله سبحانه يحيى بالكرامة والسلامة في المواطن الثلاثة
وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله :﴿ يا يحيى خذ الكتاب بقوة ﴾ قال : بجد ﴿ وآتيناه الحكم صبيا ﴾ قال : الفهم وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : يقول اعمل بما فيه من فرائض وأخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال : اللب وأخرج أبو نعيم والديلمي وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله :﴿ وآتيناه الحكم صبيا ﴾ قال : أعطي الفهم والعبادة وهو ابن سبع سنين وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن قتادة : بدلة وهو ابن ثلاث سنين وأخرج الحاكم في تاريخه من طريق نهشل عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ قال الغلمان ليحيى بن زكريا : اذهب بنا نلعب فقال يحيى : ما للعب خلقنا اذهبوا نصلي فهو قول الله ﴿ وآتيناه الحكم صبيا ﴾ ] وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيا ] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس موقوفا وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله :﴿ وحنانا ﴾ قال : لا أدري ما هو إلا أني أظنه يعطف على عبده بالرحمة وقد فسرها جماعة من السلف بالرحمة وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وزكاة ﴾ قال : بركة وفي قوله :﴿ وكان تقيا ﴾ قال : طهر فلم يعمل بذنب


الصفحة التالية
Icon