قفى سبحانه قصة إبراهيم بقصة موسى لأنه تلوه في الشرف وقدمع على إسماعيل لئلا يفصل بينه وبين ذكر يعقوب : أي واقرأ عليهم من القرآن قصة موسى ٥١ - ﴿ إنه كان مخلصا ﴾ قرأ أهل الكوفة بفتح اللام : أي جعلناه مختارا وأخلصناه وقرأ الباقون بكسرها : أي أخلص العبادة والتوحيد لله غير مراء للعباد ﴿ وكان رسولا نبيا ﴾ أي أرسله الله إلى عباده فأنبأهم عن الله بشرائعه التي شرعها لهم فهذا وجه ذكر النبي بعد الرسول مع استلزام الرسالة للنبوة فكأنه أراد بالرسول معناه اللغوي لا الشرعي والله أعلم وقال النيسابوري : الرسول الذي معه كتاب من الأنبياء والنبي الذي نيبئ عن الله عز و جل وإن لم يكن معه كتاب وكان المناسب ذكر الأعم قبل الأخص إلا أن رعاية الفاصلة اقتضت عكس ذلك كقوله في طه ﴿ رب هارون وموسى ﴾ انتهى
٥٢ - ﴿ وناديناه من جانب الطور الأيمن ﴾ أي كلمناه من جانب الطور وهو جبل بين مصر ومدين اسمه زبير ومعنى الأيمن : أنه كان ذلك الجانب عن يمين موسى فإن الشجرة كانت في ذلك الجانب والنداء وقع منها وليس المراد يمين الجبل نفسه فإن الجبال لا يمين لها ولا شمال وقيل معنى الأيمن الميمون ومعنى النداء أنه تمثل له الكلام من ذلك الجانب ﴿ وقربناه نجيا ﴾ أي أدنيناه بتقريب المنزلة حتى كلمناه والنجي بمعنى المناجي كالجليس والنديم فالتقريب هنا هو تقريب التشريف والإكرام مثلت حاله بحال من قربه الملك لمناجاته قال الزجاج : قربه منه في المنزلة حتى سمع مناجاته وقيل إن الله سبحانه رفعه حتى سمع صريف القلم روي هذا عن بعض السلف