وجملة ٢ - ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾ مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه و سلم عما كان يعتريه من جهة المشركين من التعب والشقاء يجيء في معنى التعب قال ابن كيسان : وأصل الشقاء في اللغة العناء والتعب ومنه قول الشاعر :
( ذو العقل يشقى في النعيم بعقله | وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ) |
وانتصاب ٣ - ﴿ إلا تذكرة ﴾ على أنه مفعول له لـ ﴿ أنزلنا ﴾ كقولك : ما ضربتك للتأديب إلا إشفاقا عليك وقال الزجاج : هو بدل من لتشقى : أي ما أنزلناه إلا تذكرة وأنكره أبو علي الفارسي من جهة أن التذكرة ليست بشقاء قال : وإنما هو منصوب على المصدرية : أي أنزلناه لتذكر به تذكرة أو على المفعول من أجله : أي ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به ما أنزلناه إلا للتذكرة
وانتصاب ٤ - ﴿ تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى ﴾ على المصدرية : أي أنزلناه تنزيلا وقيل بدل من قوله تذكرة وقيل هو منصوب على المدح وقيل منصوب ب ﴿ يخشى ﴾ : أي يخشى تنزيلا من الله على أنه مفعول به وقيل منصوب على الحال بتأوله باسم الفاعل وقرأ أبو حيوة الشامي تنزيل بالرفع على معنى هذا تنزيل وممن خلق متعلق بتنزيلا أو بمحذوف هو صفة له وتخصيص خلق الأرض والسموات لكونهما أعظم ما يشاهده العباد من مخلوقاته عز و جل والعلى : جمع العليا : أي المرتفعة كجمع كبرى وصغرى على كبر وصغر ومعنى الآية إخبار العباد عن كمال عظمته سبحانه وعظيم جلاله