وجملة ٦٥ - ﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي ﴾ مستأنفة جوابا لسؤال مقدر كأنه قيل : فماذا فعلوا بعدما قالوا فيما بينهم ما قالوا ؟ فقيل :﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي ﴾ وإن مع ما في حيزها في محل نصب بفعل مضمر : أي اختر إلقاءك أولا أو إلقاءنا ويجوز أن تكون في محل رفع على أنها وما بعدها خبر مبتدأ محذوف أي الأمر إلقاؤك أو إلقاءنا ويجوز أن تكون في محل رفع على أنها وما بعدها خبر مبتدأ محذوف أي الأمر إلقاؤك أو إلقاءنا ويجوز أن تكون في محل رفع على أنها وما بعدها خبر مبتدأ محذوف أي الأمر إلقاؤك أو إلقاؤنا ومفعول تلقي محذوف والتقدير : إما أن تلقي ما تلقيه أولا ﴿ وإما أن نكون ﴾ نحن ﴿ أول من ألقى ﴾ ما يلقيه أو أول من يفعل الإلقاء والمراد إلقاء العصي على الأرض وكانت السحرة معهم عصي وكان موسى قد ألقى عصاه يوم دخل على فرعون فلما أراد السحرة معارضته قالوا له هذا القول
فـ ٦٦ - ﴿ قال ﴾ لهم موسى ﴿ بل ألقوا ﴾ أمرهم بالإلقاء أولا لتكون معجزته أظهر إذا ألقوا هم ما معهم ثم يلقي هو عصاه فتبتلع ذلك وإظهارا لعدم المبالاة بسحرهم ﴿ فإذا حبالهم وعصيهم ﴾ في الكلام حذف والتقدير : فألقوا فإذا حبالهم والفاء فصيحة وإذا للمفاجأة أو ظرفية والمعنى : فألقوا ففاجأ موسى وقت أن ﴿ يخيل إليه ﴾ سعي حبالهم وعصيهم وقرأ الحسن عصيهم بضم العين وهي لغة بني تميم وقرأ الباقون بكسرها اتباعا لكسرة الصاد وقرأ ابن عباس وابن ذكوان وروح عن يعقوب تخيل بالمثناة لأن العصي والحبال مؤنثة وذلك أنهم لطخوها بالزئبق فلما أصابها حر الشمس ارتعشت واهتزت وقرئ نخيل بالنون على أن الله سبحانه هو المخيل لذلك وقرئ يخيل بالياء التحتية مبنيا للفاعل على أن المخيل هو الكيد وقيل المخيل هو أنها تسعى فإن في موضع رفع : أي يخيل إليه سعيها ذكر معناه الزجاج وقال الفراء : إنها في موضع نصب : أي بأنها ثم حذف الباء قال الزجاج : ومن قرأ بالتاء : يعني الفوقية جعل أن في موضع نصب : أي تخل إليه ذات سعي قال : ويجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من الضمير في تخيل وهو عائد على الحبال والعصي والبدل فيه اشتمال يقال خيل إليه إذا شبه له وأدخل عليه البهمة والشبة
٦٧ - ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى ﴾ أي أحس وقيل وجد وقيل أضمر وقيل خاف وذلك لما يعرض من الطباع البشرية عند مشاهدة ما يخشى منه وقيل خاف أن يفتتن الناس قبل أن يلقي عصاه وقيل إن سبب خوفه هو أن سحرهم كان من جنس ما أراهم في العصا فخاف أن يلتبس أمره على الناس فلا يؤمنوا


الصفحة التالية
Icon