وجملة ١٠٣ - ﴿ يتخافتون بينهم ﴾ في محل نصب على الحال أو مستأنفة لبيان ما هم فيه في ذلك اليوم والخفت في اللغة السكون ثم قيل لممن خفض صوته خفته والمعنى يتساررون : أي يقول بعضهم لبعض سرا ﴿ إن لبثتم إلا عشرا ﴾ أي ما لبثتم في الدنيا إلا عشر ليال وقيل في القبور وقيل بين النفختين والمعنى : أنهم سيتقصرون مدة مقامهم في الدنيا أو في القبور أو بين النفختين لشدة ما يرون من أهوال القيامة وقيل المراد بالعشر عشر ساعات
ثم لما قالوا هذا القول قال الله سبحانه ١٠٤ - ﴿ نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة ﴾ أي أعدلهم قولا وأكلمهم رأيا وأعلمهم عند نفسه ﴿ إن لبثتم إلا يوما ﴾ أي ما لبثتم إلا يوما واحدا ونسبة هذا القول إلى أمثلهم لكونه أدل على شدة الهول لا لكونه أقرب إلى الصدق
١٠٥ - ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ أن عن حال الجبال يوم القيامة وقد كانوا سألو النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك فأمره الله سبحانه أن يجيب عنهم فقال :﴿ فقل ينسفها ربي نسفا ﴾ قال ابن الأعرابي وغيره : بقلعها قلعا من أصولها ثم يصيرها رملا يسيل سيلا ثم يسيرها كالصوف المنقوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا ثم كالهباء المنثور والفاء في قوله فقل الجواب شرط مقدر والتقدير : إن سألوك فقل أو للمسارعة إلى إلزام السائلين
والضمير في قوله : ١٠٦ - ﴿ فيذرها ﴾ راجع إلى الجبال باعتبار مواضعها : أي فيذر مواضعها بعد نسف ما كان عليها من الجبال ﴿ قاعا صفصفا ﴾ قال ابن الأعرابي : القاع الصفصف الأرض الملساء التي لا نبات فيها وقال الجوهري : القاع المستوي من الأرض والجمع أقوع وأقواع وقيعان والظاهر من لغة العرب أن القاع : الموضع المنكشف والصفصف المستوي الأملس وأنشد سيبويه :

( وكم دون بيتك من صفصف ودكداك رمل وأعقادها )
وانتصاب قاعا على أنه مفعول ثان ليذر على تضمينه معنى التصيير أو على الحال والصفصف صفة له


الصفحة التالية
Icon