ويدل عليه قولهم ٣٨ - ﴿ متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ﴾ أي متى حصول هذا الوعد الذي تعدنا به من العذاب قالوا ذلك على جهة الاستهزاء والسخرية وقيل المراد بالوعد هنا القيامة ومعنى ﴿ إن كنتم صادقين ﴾ إن كنتم يا معشر المسلمين صادقين في وعدكم والخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم وللمؤمنين الذين يتلون الآيات القرآنية المنذرة بمجيء الساعة وقرب حضور العذاب
وجملة ٣٩ - ﴿ لو يعلم الذين كفروا ﴾ ما بعدها مقررة لما قبلها : أي لو عرفوا ذلك الوقت وجواب لو محذوف والتقدير : لو علموا الوقت الذي ﴿ لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون ﴾ لما تستعجلوا الوعيد وقال الزجاج : في تقدير الجواب ليعلموا صدق الوعد وقيل لو علموه ما أقاموا على الكفر وقال الكسائي : هو تنبيه على تحقيق وقوع الساعة : أي لو علموه علم يقين لعلموا أن الساعة آتية ويدل عليه قوله :﴿ بل تأتيهم بغتة ﴾ وتخصيص الوجوه والظهور بالذكر بمعنى القدام والخلف لكونهما أشهر الجوانب الجوانب في استلزام الإحاطة بها للإحاطة بالكل بحيث لا يقدرون على دفعها من جانب من جوانبهم ومحل حين لا يكفون النصب على أنه مفعول العلم وهو عبارة عن الوقت الموعود الذي كانوا يستعجلونه ومعنى ﴿ ولا هم ينصرون ﴾ ولا ينصرهم أحد من العباد فيدفع ذلك عنهم
وجملة ٤٠ - ﴿ بل تأتيهم بغتة ﴾ معطوفة على يكفون : أي لا يكفونها بل تأتيهم العدة أو النار أو الساعة بغتة : أي فجأة ﴿ فتبهتهم ﴾ قال الجوهري : بهته أخذه بغتا وقال الفراء فتبهتهم : أي تحيرهم وقيل فتفجؤهم ﴿ فلا يستطيعون ردها ﴾ أي صرفها عن وجوههم ولا عن ظهورهم فالضمير راجع إلى النار وقيل راجع إلى الوعد بتأويله بالعدة وقيل راجع إلى الحين بتأويله بالساعة ﴿ ولا هم ينظرون ﴾ أي يمهلون ويؤخرون لتوبة واعتذار


الصفحة التالية
Icon