والإشارة بقوله : ٦١ - ﴿ ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ﴾ إلى ما تقدم من نصر الله سبحانه للمبغي عليه وهو مبتدأ وخبره جملة بأن الله يولج والباء للسببية : أي ذلك بسبب أنه سبحانه قادر ومن كمال قدرته إيلاج الليل في النهار والنهار في الليل وعبر عن الزيادة بالايلاج لأن زيادة أحدهما تستلزم نقصان الآخر والمراد تحصيل أحد العرضين في محل الآخر وقد مضى في آل عمران معنى هذا الإيلاج ﴿ وأن الله سميع ﴾ يسمع كل مسموع ﴿ بصير ﴾ يبصر كل مبصر أو سميع للأقوال مبصر للأفعال فلا يعزب عنه مثال ذرة
والإشارة بقوله : ٦٢ - ﴿ ذلك بأن الله هو الحق ﴾ إلى ما تقدم من اتصافه سبحانه بكمال القدرة القاهرة والعلم التام : أي هو سبحانه ذو الحق فدينه حق وعبادته حق ونصره لأوليائه على أعدائه حق ووعده حق فهو عز و جل في نفسه وأفعاله وصفاته حق ﴿ وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ﴾ قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وشعبة ﴿ تدعون ﴾ بالفوقية على الخطاب للمشركين واختار هذه القراءة أبو حاتم وقرى الباقون بالتحتية على الخبر واختار هذه القراءة أبو عبيدة والمعنى : إن الذين تدعونهم آلهة وهي الأصنام هو الباطل الذي لا ثبوت له ولا لكونه إلها ﴿ وأن الله هو العلي ﴾ أي العالي على كل شيء بقدرته المتقدس على الأشباه والأنداد المتنزه عما يقول الظالمون من الصفات ﴿ الكبير ﴾ أي ذو الكبرياء وهو عبارة عن كمال ذاته وتفرده بالإلهية


الصفحة التالية
Icon