ثم حكى سبحانه ما وقع من فرعون وقومه عند إرسال موسى وهارون إليهم فقال : ٤٥ - ﴿ ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا ﴾ هي التسع المتقدم ذكرها غير مرة ولا يصح عد فلق البحر منها هنا لأن المراد الآيات التي كذبوا بها واستكبروا عنها : والمراد بالسلطان المبين : الحجة الواضحة البينة : قيل هي الآيات التسع نفسها والعطف من باب
( إلى الملك القرم وابن الهمام )
وقيل أراد العصا لأنها أم الآيات فيكون من باب عطف جبريل على الملائكة وقيل المراد بالآيات : التي كانت لهما وبالسلطان الدلائل المبين : التسع الآيات
والمراد بالملأ في قوله : ٤٦ - ﴿ إلى فرعون وملئه ﴾ هم الأشراف منهم كما سبق بيانه غير مرة ﴿ فاستكبروا ﴾ أي طلبوا الكبر وتكلفوه فلم ينقادوا للحق ﴿ وكانوا قوما عالين ﴾ قاهرين للناس بالبغي والظلم مستعلين عليهم متطاولين كبرا وعنادا وتمردا
وجملة ٤٧ - ﴿ فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا ﴾ معطوفة على جملة ﴿ استكبروا ﴾ وما بينهما اعتراض والاستفهام للإنكار : أي كيف نصدق من كان مثلنا في البشرية والبشر يطلق على الواحد كقوله :﴿ بشرا سويا ﴾ كما يطلق على الجمع كمغا في قوله :﴿ فإما ترين من البشر أحدا ﴾ فتثنيته هنا هي باعتبار المعنى الأول وأفرد المثل لأنه في حكم المصدر ومعنى ﴿ وقومهما لنا عابدون ﴾ أنهم مطيعون لهم منقادون لما يأمرونهم به كانقياد العبيد قال المبرد : العابد المطيع الخاضع قال أبو عبيدة : العرب تسمي كل من دان لملك عابدا له وقيل يحتمل أنه كان يدعي الإلهية فدعى الناس إلى عبادته فأطاعوه واللام في لنا متعلقة بعابدون قدمت عليه لرعاية الفواصل والجملة حالية