قوله : ٦٨ - ﴿ أفلم يدبروا القول ﴾ بين سبحانه أن سبب إقدامهم على الكفر هو أحد هذه الأمور الأربعة : الأول عدم التدبر في القرآن فإنهم لو تدبروا معانيه لظهر لهم صدقه وآمنوا به وبما فيه والهمزة للإنكار والفاء للعطف على مقدر : أي فعلوا ما فعلوا فلم يتدبروا والمراد بالقول القرآن ومثله ﴿ أفلا يتدبرون القرآن ﴾ والثاني قوله :﴿ أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ﴾ أم هي المنقطعة : أي بل جاءهم من الكتاب ما لم يأت آباءهم الأولين فكان ذلك سببا لاستنكارهم للقرآن والمقصود تقرير أنه لم يأت آباءهم الأولين رسول فلذلك أنكروه ومثله قوله :﴿ لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم ﴾ وقيل إنه أتى آباءهم الأقدمين رسل أرسلهم الله إليهم كما هي سنة الله سبحانه في إرسال الرسل إلى عباده فقد عرف هؤلاء ذلك فكيف كذبوا هذا القرآن وقيل المعنى : أم جاءهم من الأمن من عذاب الله ما لم يأت آباؤهم الأولين كإسماعيل ومن بعده