٧٤ - ﴿ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾
٧٥ - ﴿ قال ﴾ الخليل ﴿ أفرأيتم ما كنتم تعبدون ﴾
٧٦ - ﴿ أنتم وآباؤكم الأقدمون ﴾ أي فهل أبصرتم وتفكرتم ما كنتم تعبدون من هذه الأصنام التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر حتى تعلموا أنكم على ضلالة وجهالة ثم أخبرهم بالبراءة من هذه الأصنام التي يعبدونها
فقال : ٧٧ - ﴿ فإنهم عدو لي ﴾ ومعنى كونهم عدوا له مع كونهم جمادا أنه إن عبدهم كانوا له عدوا يوم القيامة قال الفراء : هذا من المقلوب : أي فإني عدو لهم لأن من عاديته عاداك والعدو كالصديق يطلق على الواحد والمثنى والجماعة والمذكر والمؤنث كذا قال الفراء قال علي بن سليمان : من قال عدوه الله فأثبت الهاء قال هي بمعنى المعادية ومن قال عدو للمؤنث والجمع جعله بمعنى النسب
وقيل المراد بقوله :﴿ فإنهم عدو لي ﴾ آباؤهم الأقدمون لأجل عبادتهم الأصنام ورد بأن الكلام مسوق فيما عبدوه لا في العابدين والاستثناء في قوله :﴿ إلا رب العالمين ﴾ منقطع : أي لكن رب العالمين ليس كذلك بل هو وليي في الدنيا والآخرة قال الزجاج : قال النحويون : هو استثناء ليس من الأول وأجاز الزجاج أيضا أن يكون من الأول على أنهم كانوا يعبدون الله عز و جل ويعبدون معه الأصنام فأعلمهم أنه تبرأ مما يعبدون إلا الله قال الجرجاني : تقديره أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون إلا رب العالمين فإنهم عدو لي فجعله من باب التقديم والتأخير وجعل إلا بمعنى دون وسوى كقوله :﴿ لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ﴾ أي دون الموتة الأولى وقال الحسن بن الفضل : إن المعنى إلا من عبد رب العالمين
ثم وصف رب العالمين بقوله : ٧٩ - ﴿ الذي خلقني فهو يهدين ﴾ أي فهو يرشدني إلى مصالح الدين والدنيا وقيل إن الموصل مبتدأ وما بعده خبره والأول أولى ويجوز أن يكون الموصول بدلا من رب وأن يكون عطف بيان له وأن يكون منصوبا على المدح بتقدير أعني أو أمدح وقد وصف الخليل ربه بما يستحق العبادة لأجله
فإن الخلق والهداية والرزق يدل عليه قوله : ٨٠ - ﴿ والذي هو يطعمني ويسقين ﴾ ودفع ضر المرضن وجلب نفع الشفاء والإماتة والإحياء والمغفرة للذنب كلها نعم يجب على المنعم عليه ببعضها فضلا عن كلها أن يشكر المنعم بجميع أنواع الشكر التي أعلاها وأولاها العبادة ودخول هذه الضمائر في صدور هذه الجمل للدلالة على أنه الفاعل لذلك دون غيره وأسند المرض إلى نفسه دون غيره من هذه الأفعال المذكورة رعاية للأدب مع الرب وإلا فالمرض وغيره من الله سبحانه
٨٠ - ﴿ وإذا مرضت فهو يشفين ﴾


الصفحة التالية
Icon