و ٩٥ - ﴿ أجمعون ﴾ تأكيد للضمير في كبكبوا وما عطف عليه
وجملة ٩٦ - ﴿ قالوا وهم فيها يختصمون ﴾ مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل ماذا قالوا حين فعل بهم ما فعل
ومقول القول ٩٧ - ﴿ تالله إن كنا لفي ضلال مبين ﴾ وجملة : وهم فيها يختصمون في محل نصب على الحال : أي قالوا هذه المقالة حال كونهم في جهنم مختصمين و إن في إن كنا هي المخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية : أي قالوا تالله إن الشأن كوننا في ضلال واضح ظاهر والمراد بالضلال هنا الخسار والتبار والحيرة عن الحق والعامل في الظرف
أعني ٩٨ - ﴿ إذ نسويكم برب العالمين ﴾ هو كونهم في الضلال المبين وقيل العامل هو الضلال وقيل ما يدل عليه الكلام كأنه قيل ضللنا وقت تسويتنا لكم برب العالمين وقال الكوفيون : إن إن في إن كنا نافية واللام بمعنى إلا : أي ما كنا إلا في ضلال مبين والأول أولى وهو مذهب البصريين
٩٩ - ﴿ وما أضلنا إلا المجرمون ﴾
١٠٠ - ﴿ فما لنا من شافعين ﴾ يشفعون لنا من العذاب كما للمؤمنين
١٠١ - ﴿ ولا صديق حميم ﴾ أي ذي قرابة والحميم القريب الذي توده ويودك ووحد الصديق لما تقدم غير مرة أنه يطلق على الواحد والاثنين والجماعة والمذكر والمؤنث والحميم مأخوذ من حامة الرجل أي أقربائه ويقال حم الشيء وأحم إذا قرب منه ومنه الحمى لأنه يقرب من الأجل وقال علي بن عيسى : إنما سمي القريب حميما لأنه يحمي لغضب صاحبه فجعله مأخوذا من الحمية
١٠٢ - ﴿ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾ هذا منهم على طريق التمني الدال على كمال التحسر كأنهم قالوا : فليت لنا كرة : أي رجعة إلى الدنيا وجواب التمني فنكون من المؤمنين : أي نصير من جملتهم
والإشارة بقوله : ١٠٣ - ﴿ إن في ذلك لآية ﴾ إلى ما تقدم ذكره من نبأ إبراهيم والآية العبرة والعلامة والتنوين يدل على التعظيم والتفخيم ﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ أي أكثر هؤلاء الذين يتلو عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم نبأ إبراهيم وهم قريش ومن دان بدينهم وقيل وما كان أكثر قوم إبراهيم بمؤمنين وهو ضعيف لأنهم كلهم غير مؤمنين
١٠٤ - ﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ أي هو القاهر لأعدائه الرحيم بأوليائه أو الرحيم للأعداء بتأخير عقوبتهم وترك معاجلتهم
وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ يعني بأهل الجنة وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾ قال : اجتماع أهل الملل على إبراهيم وأخرج عنه أيضا ﴿ واغفر لأبي ﴾ قال : أمنن عليه بتوبة يستحق بها مغفرتك وأخرج البخاري وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصني فيقول أبوه : فاليوم لا أعصينك فيقول إبراهيم : رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟ فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين والذيخ هو الذكر من الضباع فكأنه حول آزر إلى صورة ذيخ وقد أخرجه النسائي بأطول من هذا وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾ قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه ﴿ فكبكبوا فيها ﴾ قال : جمعوا فيها ﴿ هم والغاوون ﴾ قال : مشركو العرب والآلهة وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا ﴿ فلو أن لنا كرة ﴾ قال رجعة إلى الدنيا ﴿ فنكون من المؤمنين ﴾ حتى تحل لنا الشفاعة كما حلت لهؤلاء


الصفحة التالية
Icon