١٢ - ﴿ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ﴾ لولا هذه هي التحضيضية تأكيدا للتوبيخ والتقريع ومبالغة في معاتبتهم : أي كان ينبغي للمؤمنين حين سمعوا مقالة أهل الإفك أن يقيسوا ذلك على أنفسهم فإن كان ذلك يبعد فيهم فهو في أم المؤمنين أبعد قال الحسن : معنى بأنفسهم بأهل دينهم لأن المؤمنين كنفس واحدة ألا ترى إلى قوله :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ قال الزجاج : ولذلك يقال للقوم الذي يقتل بعضهم بعضا إنهم يقتلون أنفسهم قال المبرد ومثله قوله سبحانه :﴿ فاقتلوا أنفسكم ﴾ قال النحاس : بأنفسهم بإخوانهم فأوجب الله سبحانه على المسلمين إذا سمعوا رجلا يقذف أحدا ويذكره بقبيح لا يعرفونه به أن ينكروا عليه ويكذبوه قال العلماء : إن في الآية دليلا على أن درجة الإيمان والعفاف لا يزيلها الخبر المحتمل وإن شاع ﴿ وقالوا هذا إفك مبين ﴾ أي قال المؤمنون عند سماع الإفك هذا إفك ظاهر مكشوف