وقيل المعنى : لتبدي القول به ١١ - ﴿ وقالت لأخته قصيه ﴾ أي قالت أم موسى لأخت موسى وهي مريم قصيه : أي تتبعي أثره واعرفي خبره وانظري أين وقع وإلى من صار ؟ يقال قصصت الشيء : إذا اتبعت أثره متعرفا لحاله ﴿ فبصرت به عن جنب ﴾ أي أبصرته عن بعد وأصله عن مكان جنب ومنه الأجنبي قال الشاعر :

( فلا تحرميني نائلا عن جنابة فإني امرؤ وسط الديار غريب )
وقيل المراد بقوله عن جنب عن جانب والمعنى أنها أبصرت إليه متجانفة مخاتلة ويؤيد ذلك قراءة النعمان بن سالم عن جانب ومحل عن جنب النصب على الحال إما من الفاعل : أي بصرت به مستخفية كائنة عن جنب وإما من المجرور : أي بعيدا منها قرأ الجمهور بصرت به بفتح الباء وضم الصاد وقرأ قتادة بفتح الصاد وقرأ عيسى بن عمر بكسرها قال المبرد : أبصرته وبصرت به بمعنى وقرأ الجمهور عن جنب بضمتين وقرأ قتادة والحسن والأعرج وزيد بن علي بفتح الجيم وسكون النون وقال أبو عمر بن العلاء : إن معنى عن جنب عن شوق قال : وهي لغة جذام يقولون : جنبت إليك : أي اشتقت إليك ﴿ وهم لا يشعرون ﴾ أنها تقصه وتتبع خبره وأنها أخته
١٢ - ﴿ وحرمنا عليه المراضع ﴾ المراضع جمع مرضع : أي منعناه أن يرضع من المرضعات وقيل المراضع جمع مرضع بفتح الضاد وهو الرضاع أو موضعه وهو الثدي ومعنى ﴿ من قبل ﴾ من قبل أن نرده إلى أمه أو من قبل أن تأتيه أمه أو من قبل قصها لأثره وقد كانت امرأة فرعون طلبت لموسى المرضعات ليرضعنه فلم يرضع من واحدة منهنن فـ عند ذلك ﴿ قالت ﴾ أي أخته لما رأت امتناعه من الرضاع ﴿ هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ﴾ أي يضمنون لكم القيام به وإرضاعه ﴿ وهم له ناصحون ﴾ أي مشفقون عليه لا يقصرون في إرضاعه وتربيته وفي الكلام حذف والتقدير : فقالوا لها من هم ؟ فقالت أمي فقيل لها : وهل لأمك لبن ؟ قالت نعم لبن أخي هارون : فدلتهم على أم موسى فدفعوه إليها فقبل ثديها روضع منه


الصفحة التالية
Icon