واللام في ٤٥ - ﴿ ليجزي الذين آمنوا ﴾ متعلقة بيصدعون أو يمهدون : أي يتفرقون ليجزي الله المؤمنين بما يستحقونه ﴿ من فضله ﴾ أو يمهدون لأنفسهم بالأعمال الصالحة ليجزيهم وقيل يتعلق بمحذوف قال ابن عطية : تقديره ذلك ليجزي وتكون الإشارة إلى ما تقدم من قوله : من عمل ومن كفر وجعل أبو حيان قسيم قوله الذين آمنوا وعملوا الصالحات محذوفا لدلالة قوله :﴿ إنه لا يحب الكافرين ﴾ عليه لأنه كناية عن بغضه لهم الموجب لغضبه سبحانه وغضبه يستتبع عقوبته
٤٦ - ﴿ ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات ﴾ أي ومن دلالات بديع قدرته إرسال الرياح مبشرات بالمطر لأنها تتقدمه كما في قوله سبحانه :﴿ بشرا بين يدي رحمته ﴾ قرأ الجمهور الرياح وقرأ الأعمش الريح بالإفراد على قصد الجنس لأجل قوله مبشرات واللام في قوله :﴿ وليذيقكم من رحمته ﴾ متعلقة بيرسل : أي يرسل الرياح مبشرات ويرسلها ليذيقكم من رحمته : يعني الغيث والخصب وقيل هو متعلق بمحذوف : أي وليذيقكم أرسلها وقيل الواو مزيدة على رأي من يجوز ذلك فتتعلق اللام بيرسل ﴿ ولتجري الفلك بأمره ﴾ معطوف على ليذيقكم من رحمته : أي يرسل الرياح لتجري الفلك في البحر عند هبوبها ولما أسند الجري إلى الفلك عقبه بقوله بأمره ﴿ ولتبتغوا من فضله ﴾ أي تبتغوا الرزق بالتجارة التي تحملها السفن ﴿ ولعلكم تشكرون ﴾ هذه النعم فتفردون الله بالعبادة وتستكثرون من الطاعة
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وما آتيتم من ربا ﴾ الآية قال : الربا ربوان : ربا لا بأس به وربا لا يصلح فأما الربا الذي لا بأس به فهدية الرجل إلى الرجل يريد فضلها وأضعافها وأخرج البيهقي عنه قال : هذا هو الربا الحلال أن يهدي يريد أكثر منه وليس له أجر ولا وزر ونهى النبي صلى الله عليه و سلم خاصة فقال :﴿ ولا تمنن تستكثر ﴾ وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا ﴿ وما آتيتم من زكاة ﴾ قال : هي الصدقة وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :﴿ ظهر الفساد في البر والبحر ﴾ قال : البر البرية التي ليس عندها نهر والبحر ما كان من المدائن والقرى على شط نهر وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال : نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا وأخرج ابن المنذر عنه أيضا ﴿ لعلهم يرجعون ﴾ قال : من الذنوب وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا ﴿ يصدعون ﴾ قال : يتفرقون